عرض مشاركة واحدة
قديم 10-09-2010, 00:20   رقم المشاركة : 1
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي أنواع النفوس و تأثيراتها العجيبة ..

ذهب أهل الحق إلى أن النفوس مختلفة بحسب جواهرها.

فمنها نفوس علوانية نورانية لها شعور بعالم الأرواح فتستفيد بالفيض من عالم الأرواح أكزرا عجيبة .

و منها نفوس كثيفة كدرة مشغوفة بالجسمانية لا حظ لها من عالم الروحانيات .

و ذهب بعض الحكماء إلى أن النفوس الناطقة جنس تحته أنواع و تحت كل نوع افراد لا يخالف بعضها بعضا إلا بالعدد و كل نوع منها كالولد لروح من الأرواح السماوية , و هذا هو الذي نسميه أصحاب الطلسمات بالطباع التام .

فمن النفوس الفاضلة نفوس الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ..

فإن الله تعالى لما أراد أن يجعلهم قدوة للخلق جمع في نفوسهم أنواع الفضائل و نفى عنهم أصناف الرذائل لإقتداء الخلق بهم و أظهر عليهم الآثار العجيبة لإنقياد الخلق إليهم .

و منها نفوس الأولياء ..

فإنها لما كانت تابعة لنفوس الأنبياء متشبهة بها صدرت عنها آثار عجيبة من شفاء المرضى بشفائهم و سقي الأارض باستسقائهم و صرف الوباء و المؤذيات بدعائهم و تبدل نفرة الطيور بالهدوء و الوقوع , و سؤرة السباع بالخضوع , و إلى غير ذلك من الأمور التي تحكى عنهم .

و منها نفوس أصحاب الفراسة ..

و هي نفوس تستدل بالأحوال الظاهرة على الأمور الباطنة و أنَه لإستدلال صحيح .

و قد قال الله تعالى (( إن في ذلك لآيات للمتوسمين )), و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى )).

و حكى أبو سعيد الخزار قال : رأيت في الحرم رجلا فقيرا ليس عليه إلا ما يستر عورته فأنفت نفسي منه فتفرس في ذلك و قال (( و اعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه )) , فندمت على ذلك و استغفرت الله في نفسي فقال : (( و هو الذي يقبل التوبة من عباده و يعفو عن السيئات )).

و حكى الشافعي رضي الله عنه و محمد بن الحسن رحمه الله رأيا رجلا فقال أحدهما : إنه نجار و قال الآخر بل حداد .

فسألا عنه فقال : كنت حدادا قبل هذا و الآن صرت نجارا .

و منها نفوس الكهنة ..

و هي نفوس تتلقى الروحانيات و تكتسب أحوال الكائنات التي تدل عليها المنامات و غيرها من الحادثات .

و حكى أن ربيعة بن نصر اللخمي رأى رؤيا هائلة فبعث إلى أهل مملكته يسأل عن تفسيرها .

فقالوا : ليبعث الملك إلى " سطيح " و " شق " فلا يجد أعلم منهما بها .

فبعث إليهما , فقدما .

فقال الملك لسطيح : رأيت رؤيا هالتني فأخبرني بها فإنك إن أصبتها أصبت تأويلها .

فقال سطيح : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فوقعت بأرض نعمة فأكلت منها كل ذات جمجمة .

فقال الملك : ما أخطأت منها شيء فما تأويلها ؟

فقال : ليهبطن بأرضكم الحبش و يملكن ما بين أبين و جرش .

فقال الملك : إن هذا لغائظ فأخبرني متى هو كائن أفي زماني أم بعده .

فقال سطيح : بل بعده بحين أكثر من ستين إلى سبعين سنة تمضين من السنين ثم يقتلون بها أجمعين أو يخرجون منها هاربين .

فقال الملك : و من الذي يملك قبلهم ؟

قال : ابن ذي يزن يخرج عليهم من عدن ولا يترك منهم أحدا باليمن .

قال الملك : أيدوم ملك ذلك أم ينقطع ؟

قال : بل ينقطع .

قال ومن يقطعه ؟

قال : نبي زكي كريم عظيم يأتيه الوحي من قبل العلي .

قال الملك : و من هذا النبي ؟

قال : رجل من و لد غالب بن فهر بن مالك بن النضر يكون الملك في قومه لآخر الدهر .

قال الملك : و هل للدهر من آخر ؟

فقال : نعم يوم يجمع فيه الأولون و الآخرون و يسعد فيه المحسنون و يشقى فيه المسيئون .

قال الملك : أحق ما تخبر به ؟

قال : نعم و الشفق و القمر إذا اتسق إن ما نبأتك به لحق .

فلما فرغ من حديثه دعا الملك بـ"شق" و خاطبه مثل ما خاطب به سطيحا و كتم جواب سطيح لينظر أيتفقا أم يختلفان.

فقال شق : رأيت جمجمة خرجت من ظلمة فأكلت منها كل ذات نسمة .

فعلم الملك اتفاقهما فقال : ما أخللت بشيء منها يا " شق " فما تأويلها ؟

قال : لينزلن أرضكم السودان و ليملأن ما بين أبين و نجران .

فقال الملك : إن هذا لغائظ فمتى هو كائن , في زماني أم في زماني بعدي ؟

فقال بل بعده بزمان ثم ينقذكم منه عظيم ذو شأن و يذيقهم أشد الهوان .

قال الملك من هذا العظيم الشأن ؟

قال : غلام من بني ذي يزن يخرج من عدن .

قال الملك : أيدوم سلطانه أم ينقطع ؟

قال : بل ينقطع برسول من الرسل يأتي بالحق و العدل من أهل الدين و الفضل , و الفضل يبقى في قومه إلى يوم الفصل .

فكان ما تنبأ به عندما استولى الحبشيون على اليمن و ملوكها إلى أن جاء سيف بن ذي يزن إلى كسرى و استنجده فأمده بعساكره برا و بحرا و قتلوا الحبشة قتلا ذريعا و أخرجوهم من اليمن .

و ملكها سيف بن ذي يزن فاجتمع على بابه رؤساء العرب و دخل عليه عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه و سلم مع قومه فأكرمه و خلع عليه.

و قال سيف بن ذي يزن : إنا نجد في كتبنا أن هذا الملك صائر إلى أحد أولاده فليتني كنت أدركه .

و منها نفوس أصحاب العرافة ..

و هي نفوس تستدل ببعض الحوادث على بعض لمناسبة بينهما أو مشابهة خفية .

كما حكي , أن الإسكندر تملك بعض البلاد فدخل هيكلها فوجد فيها امرأة تنسج ثوبا فقالت : أيها الملك أعطيت ملكا ذا طول و عرض .

ثم دخل عليها الوالي فقالت له : إن الإسكندر سيعزلك .

فغضب الوالي .

فقالت له : لا تغضب إن النفوس تعلم أمورا بعلامات ..

فإن الإسكندر لما دخل عندي كنت أدبر طول الثوب و عرضه .. و أنت لما دخلت فرغت منه و أردت قطعه .
فكان الأمر كما قالت ..

و حكى صاعد بن محمود النهاوندي أنه كان ببغداد عراف من الطرقيين يخبر بأشياء قلما يخطئ فيها فجائه رجل و قال له : إن لي مسألة إن أصبت فلك كذا و كذا .

فقال : سلها .

فقال : إن أخرجتها لك لا أطمئن إلى جوابها .

فمكث يسيرا ثم قال : تريد أن تسألني عن محبوس .

فقال أصبت و الله فأخبرني عن حبسه ؟

فقال الشرط أملك ,إذا وفيت بالوعد أخبرتك بحاله .

فمضى الرجل إلى بيته و أتاه بما و عده و قال : أخبرني عن حبسه .

فقال : إنه يخرج عن قريب و يُخلع عليه.

فلم يمضي أيام حتى كان الأمر على الحو الذي تنبأبه و قاله .

فأتى السائل إلى العراف و قال له : أخبرني بكيفية معرفتك أمر هذا المحبوس ؟

فقال له : اعلم أني اذا سُألت عن شي فإني أنظر أمامي و عن يميني و يساري فإن رأيت شيئا يكون بينه و بين المسؤول مناسبة أو مشابهة أجبت على وفق ذلك ..

فإنك لما سألتني رأيت قربة فيها ماء مع رجل سقاء .. فقلت السؤال عن محبوس و لما سألتني ثانية رأيت القربة بعينها قد أفرغت و ألقاها الرجل السقاء على منكبه فقلت : يخرج و يُخلع عليه ..

و الله أعلم بغيبه ..







رد مع اقتباس