عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2011, 13:26   رقم المشاركة : 2
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع 2

إن التعبير عن يقظة اللحظة خلال الخيال ليس خيال المستقبل و لا انعكاسا لماضي مضى, و ليس تعبيرا عن تجربة جربتها و اختبرتها... بل هي مواجهة للوجه الحقيقي الذي ينبض في كل لحظة وهو مواجهة الآية الحية التي تحيا فيك مع كل نبضة و لحظة.. فالتجربة و المواجهة ليستا شيئان متفقان فالبمواجهة يغيب الرسام و يفنى في رسمه ... واجهت النبع الذي ينبع منه فيض الإبداع, تلاشيت و أصبحت فيضا من نهر طاقة الحياة... لست الشاعر و إنما شعره.. التجربة ليست بماضي و لا بمستقبل,
بل بتلك اللحظة التي عرفتك الخلود و زالت عنك القيود.. و كل شيء أصبح ينمو و يسمو على نحو مزهر و مثمر..
هذا الازدهار سيكون له سبع طبقات, كما التوتر تردده له سبع طبقات تتواجد و تتحد مع كل بعد من أبعادك و أجسادك السبع..
على سبيل المثال.. إذا كان على المستوى الجسدي, فإن الجسد سيلوح به في طياته يفوح منه المجال الذي تلتمسه و لا تلمسه كجمال الروح و عطر الزهرة يفوح و تصل إلى ذروة من الجمال لم تتحسسه بنفس القدر من الكمال ...
تمر علينا في حياتنا حالات صحية و لكنها سلبية, سلبية بمعنى عندما لا نستشعر المرض ندعي بأننا أصحاء... صحة دون صحوة أي ليست إلا إنكار لوجود خلل و مرض عضوي... ليس إلا تعريفا طبيا للصحة و هو اختفاء المرض..
لكن الصحة أيضا لها بعد إيجابي ليس غياب المرض فقط بل حضور نور الصحة و الصحوة معا في آن واحد...
جسدك له المقدرة على أن يكون ليس في وثيرة واحدة مع التوتر عندما تتواجد مع اللحظة الوجودية كما هي في آنها..
و لنقل في حال مضغ الطعام إذا كنت في وصال مع هذا الحال دون ماضي و لا مستقبل, فهي تلك لحظة الخلود من ثم تصبح أنت المضغة الإلهية الإنسانية و يتلاشى الفاعل و تصبح فعلا دون فاعل..
و كذلك مشاركتك الجنسية لن تتقيد في حدود جسدية لأنها ليست انفلاتا لشهوة مكبوتة و إنما لنشوة مسكونة من المحبة و التجانس و التلاقي..
فتلك اللحظة أصبحت الكلية و الأبدية و المحبة ذاتها.. فجسدك سيستشعر نشوة خالية من أي خيال...
و إذا كنت تركض مهرولا و أصبح الركض مجموع وجودك الكلي متحدا مع تلك الكلية, لا هدف من الركض سوى الركض ذاته, ستتحسس حالة إيجابية و عفوية تختبرها على المستوى الجسدي و ستجد كل العافية كامنة فيها و تحتويها...
و ذات الشيء يكمن في الأجساد السبعة.. إن تفهم لحظة عدم التوتر في الجسد الأول هي الأسهل و الأيسر لأننا تعرفنا على شيئان محتملان في البعد الجسدي.. المرض كعرض إيجابي و التي على أساسها عرفت الصحة على نحو سلبي بغياب المرض...
هذا الشيء نتعايشه في حياتنا إلا أنه هناك إمكانية ثالثة و هي الحالة الإيجابية للصحة..
هناك صعوبة في تفهم طبيعة اللا توتر في الجسد الثاني..الأثيري..
لذا فإنه بشكل اعتيادي عندما نتحدث عن الأحلام فإننا نتحدث عن أحلام الجسد الأثيري.
و إذا كان جسدك الأول..الفسيولوجي.. متوترا فإنه سيخلق العديد من الأوهام التي تجعل الجسد الأثيري يتحسسها كأحلام...
على سبيل المثال, إذا كنت جائعا أو صائما... فإن هناك نمط معين من الأحلام سترافقك على مستوى الجسد الأول..
فالجسد الأثيري له توتره الخاص, يعرف فقط من ناحية الأحلام لو كان الجسد الأثيري متوترا فالحلم سيصبح كابوسا.. حتى في حلمك ستكون متوترا.
إن بداية التوتر تكمن في الجسد الأثيري حول إنجاز الرغبات...
كلنا لدينا أحلاما حول الحب.. الجنس فعل فسيولوجي و جسدي فلهذا يأتي في المقام الأول في التجانس مع الجنس و عدم كبته, لأنه سيخلق توترا عظيما يلحق بكامل الأجساد و يقيدك في المستوى الأول, بينما الحب ليس كذلك..
الحب ليس علاقة تعلق بالجسد الفسيولوجي بل بالجسد الأثيري, أما إذا لم يرى ذلك الحب النور و ضل مسجونا و محصور فإن التوتر سيكون على الجسد الأول سيعاني منه بسببه...
فالمسألة ليست مقتصرة على احتياجات الجسد الأول و إنما أيضا هناك حاجات و رغبات للجسد الأثيري.. له اشتياقه و عطشه و الحب الكأس الذي يسقيه يرويه و يغذيه...
كلنا في شوق نتوهم و نحلم بالحب ولا نعيش الحب ذاته ...
نحلم مع من نكون و كيف سنكون لا يتخللنا أي سكون أو إحياء لآي شجون ليموت الحب قبل أن يولد و يكون..
إما أن نحلم بأن الحب سيتلونا مستقبلا أو أن نحبط حول تجربة مضت و انقضت
و تغيب عنا دائما حقيقة الحب و عيشه...
هناك العديد من التوترات التي تتخلل الجسد الأثيري لكن الحب إحداها التي يمكن أن يفهم بسهولة و سيولة...
إذا كان حبك متركز و متمركز في كل لحظة زال الحب و أصبحت أنت المحبة ذاتها, فستنعدم حالة التوتر التي تخلق في الجسد الأثيري.. لكنه يصعب عليك أن تكون متواجدا مع الحب و اللحظة في آن معا..
إذا كانت طلباتك و توقعاتك مشروطة مع الحب فإن الوجهة مستقبلية و ليست آنية.. إن اللحظة و الحضور أبعد كل البعد من توقعاتنا و تصوراتنا, فهو هو كما هو...
التوقعات دائما مبنية على بنية مستقبلية, كيف لشيء يجب أن يكون و ليس على ما هو كائن.. فأنت واحدا متحدا مع الحب في كل لحظة إذ لم تكن هناك أي توقعات و شروطات..
إذا حصرت و قيدت حبك لشخص ما و ليس لأخر فأنك لن تختبر اللحظة بمحبة..
فحبك ناتج عن علاقة تعلق و ليس عن علاقة عقلية, ذات الشيء يتلوك بانعدام نعمة اللحظة لأنه لا يزال هناك تعلق مشروط..
إذا تعاهدت و عهدت حبك على شخص معين حينما يكون معك ستمتلئ المحبة كيانك و بغيابه تغيب المحبة, فإن حبك مصطنعا إذا كانت المحبة كيانك فلن تفصلها و تفصمها عن الوجود ذاته..
ذات الشيء إذا كنت تشعر بالنشوة و بالصحة فهي ستلازمك و تصاحبك و من المستحيل أن تتخلى عنك و تكون في لحظات على نحو معافي و صحي و باقي الساعات لست معافيا و صحيا, الصحة ليست علاقة و إنما حالة وجودية...
الحب ليس علاقة تنحصر بين شخصين و إنما حالة عقلية كامنة فيك... إذا أحببت فسيكون وسامك المحبة و ترى الحب في كل الوجود, فشدى الحب يتناثر منك إلى كل ما هو حولك..

في أي مكان حيثما كنت وحدك و ليس هناك أحد غيرك فأن المحبة تشدو من أنفاسك
كالتنفس...
إذا أقسمت على أن أعدم كل أنفاسي لأجلك فإذن بغيابك غابت أنفاسي و سيأتي الموت لافتراسي.. التنفس ليس مرتبطا بأي علاقة و كذلك الحب هو أن تتوسم المحبة كل كيانك كأنفاسك فهو الغذاء و الدواء للجسد الأثيري فيه و به يحيا..
خلقت الإنسانية حبا ذا نوعية سطحية منحطة و خطيرة...
حتى المرض لم يخلق ذات المستوى الدنيء الذي خلقه الحب الإنساني...
إذا أحببت و أصبحت أنت المحبة بصرف النظر عما تكون و كيف ستكون فإن جسدك الثاني سينسابه الإحساس بالسيولة و المرونة و تختفي كل الكوابيس..
تختفي الآم أحلامك و تنبض فيها روح الحياة و تصبح شعارا لأشعار وجودية و كونية, شيء يمس جسدك الثاني و يتخلله و يشدو منه عطرا و ينشده و سترتشفه من غيرك أيضا لأنه صدى عطر الحب و المحبة ستنعكس عليك كالمرآة فكما تكون سترى كل الكون...
الحب الحقيقي لا ينبع من الأنــا, فالأنا دائما في بحتها و حثها على القوة, فإذا كان حبك عنيفا و غليظا فلن يكون حقيقي لأنه تجزء من جسد الأنا..
فمهما كان حبك سيكون حربا داخلية تشنها مع من تحب بصورة مخفية, لأنه الحب لا يقيد بشيء فهي أكبر إهانة و إدانة للحب ذاته.. فإما أن تحصر الحب بين الزوجين, الابن بأباه, الفتاة بأمها ... حقيقة ليس كما تظهر و إنما تخفي من وراء صورة الأحياء باطن الأعداء..
بشكل ثابت مستمرين في رحلة من الحرب و في لحظات عندما تسكن الحرب يدعون الحب, فالتعريف على هذا النحو يتخذ أساسا سلبيا فالحب ليس إلا فترة


يتبع بالردود







التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس