عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2011, 13:28   رقم المشاركة : 4
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع 3

و العقل المشوش على هذا النحو, سيصبح أكثر تشوشا إذ يحاول تجاوز التشويش بتشوشا أخر و حالة الثبات و عدم الشتات لا يمكن أن يصل إليها العقل في هكذا مرحلة..
في حال مرتبك و ترغب في خوض مرحلة و رحلة روحية ستخلق بعدا جديدا من الإرباك و كل الاضطراب لا يزال كامن في كيانك لم تقم بأي إنجاز إيجابي سوى إضافة ربكة جديدة لاضطراباتك... سيسودك حال و تصبح بحال مستشفى المجانين
هذا ما يحدث على بعد الجسد الرابع .. العقلي.. فالتشوش و الاضطراب هو التوتر في مستوى العقل.
و يمكن لأي شخص أن يستوقف رحلة التشوش بأكملها..
في حالة عدم إنكار أي فكر معين لمصلحة فكر أخر.. إذ لم تقم بإنكار أي شيء على التمام ... إذا لم تنكر الشيوعية لمصلحة الحالة الدينية..
و لا تنكر وجود الله لمصلحة فلسفة الإلحاد...
إذا تقبلت كل فكر دون اختيار يخلق التوتر فستختفي الأفكار كلها دون إنكار بل باعتبار..
إذا استمريت بالاختيار فإنك ستفتح بابا يفيض بك إلى عالم من التوتر و التشتت...
الوعي هو حرية عدم الاختيار, فالإدراك يركز على عملية الفكر بالكامل...
بكل اضطرابا ته و انحرافاته.. فاللحظة التي تدرك فيها هذا الشيء ستعلم بأنه ليس إلا تشوشا خلق من قبل عدة أفكار متضاربة و متعارضة في رغبة منها أن تكون و تحاربها في تيار متضارب برغبة أخرى .. و في لحظة الإدراك سيتوقف تيار الرغبات و تعي العملية بأكملها, كن واعيا لعملية عدم الاختيار..
لا تختر بين الإلحاد و الإيمان.. و لا تفصم نفسك عن غيرك بمسيحي أو هندوسي..
فقط أستسلم للمشيئة الكونية التي خلقتك كإنسان...
كن مدركا لما أنت عليه و ستجد في بعض الأحيان و كأنك تتبدل ما بين ملحد و مؤمن.. ما بين قديس و إبليس... إما أن تناشدك عقيدة و ترشدك لإتباع أخرى.. و لن تجد نفسك مستقر في أي مقر سوى في تيار ملئ بالبدع..
كن مدركا لكل حال و على كل حال و ستأتي اللحظة التي تدرك فيها العملية الكلية لفكرك و هي لحظة انعدام الهوية..
و من ثم العقل لن يخلق لك أي شخصية بل ستجد في ذاتك فردية كونية..
و هذه المرة الأولى التي ستتعرف فيها على نفسك كوعي كوني و ليس كوعاء عقلي.. و العقل ذاته سيظهر لك كشيء منفصل عن ذاتك...
كإدراكك لأي شيء عادي و مادي كذلك ستدرك فكرك و العملية العقلية بأكملها..
الآن و في كل آن ستعي بأنك لست عقلا و إنما أبعد من حدود أن يحده عقل..
الصعوبة التي تكمن في الجسد الرابع..العقلي.. بأننا بكل بساطة أداة تعريف لعقولنا..
إذا ما وهن الجسد الفسيولوجي و أصابه المرض و أشار عليك أحدهم بأنك مريض جسديا فلن تشعر بالذل و المهانة, و لكن إذا أصبح عقلك مريضا و قيل بأن عقلك مريض فستشعر بالقبضة و الجنون و الإهانة أتعرف لمــــاذا..
عندما يخبرك شخصا ما بمرضك الجسدي فإنك تشعر بتعاطفه معك.. لكن في حالة إشارته على مرض عقلك فستشعر بالتزحزح و عدم الثبات و تمتلكك رحلة من عذاب تثير الأعصاب .. ثم تصبح أداة تعريف من قبل عقلك و ليس جسدك..
يمكنك أن تشعر بالإحساس بأنك ليس جسدك و مفصولا عنه و تقول ..هذه يدي..
أما في حالة العقل يصعب عليك القول.. هذا عقلي.. لأنك تعتبر العقل و الفكر أنت..
إذا كانت هناك عملية من الناحية الجسدية فستتقبلها دون أي تضارب و تعارض
و إنما إذا كانت في الناحية العقلية فستتوتر و تشعر بأن حريتك ستسلب منك و تصبح مفقود الهوية ..
لقد جذرنا أنفسنا بجذور العقل و لا نعلم أي بعد أبعد من العقل فلذا أصبحنا أداة تعريف له و منه...
نعلم بأن هناك ما هو أبعد من الجسد, أي العقل... و لهذا السبب ليس هناك تعريفا يحدنا في حدود الجسد و لكن لا نعلم ما هناك أبعد من العقل... و في اللحظة التي تدرك فيها الأفكار ستعلم بأن العقل لا شيء سوى عملية متسلسلة من الأفكار تراكمات آلية و مخزنة كأداة تخزين لتجارب مرت بك في الماضي ..
ليس إلا عملية إنتاج للماضي..
أنت لست العقل و أفكاره فالعقل يمكن أن يؤخذ منك و سيتقدم العلم حيث يمكن أن يزرع عقلك لشخص أخر..
كما أن القلب يمكن أن يزرع من جسد لجسد كذلك فإن الذاكرة ستزرع عاجلا أم أجلا..
في حالة الموت فإن الشخص لن يموت بالكامل, يمكن الاحتفاظ بذاكرته و زرعها في ذاكرة أي طفل.. و الطفل سيكتسب الذاكرة بأكملها و سيعلم بوجود عدة تجارب في حياته سابقة عن أوانها قبل أن يختبرها فعليا و سيعرفها بشكل تلقائي..
هذا الشيء يبدو في غاية الخطورة و من المحتمل إن الإنسانية لن تسمح بهكذا شيء على أن يحدث و يتخذ مجراه لأنه الهوية الخاصة ستكون مفقودة قبل أن تتواجد للشخص الذي زرعت له العملية...
و لكن بالنظر قليلا في هذا الموضوع فإن هناك إمكانية لها قوة كبيرة كامنة فيها قد يكون نتاج لإنسانية جديدة, و بهذه الطريقة سندرك العقل قبل أن يدركنا..
فأنا لست عقلي نعم جزء مني في داخل جسدي و لكن كياني كله أبعد من العقل أحتويه و لا يحتويني.. أنت لست العقل و لا فكرة من أفكاره بل بحاجة إلى أن تتأمل في العقل ذاته و تطوي أفكاره... ألا تتعجب بأننا لسنا إلا عقلا!!
العقل جزء من جسدك كأي عضو أخر سواء أكان ظاهر كاليدان أم كان مخفيا كالرئتان ...
فكما أنه يمكن أن تضاف إليك كلية جديدة و تبقى ذات الشخص, كذلك فمن الممكن أن يضاف إليك عقل جديد دون أن تستبدل و تستمر في العيش مع هذا العقل و تستقر دون أي ضرر..
فليس هناك في الأمر ما يربك إطلاقا فقط تكمن المسألة في أننا أعتدنا بأن يكون العقل هو السائد و السيد على حامله فالعقل ليس إلا عملية آلية يمكنك أن تمحيه بالكامل و تصبح شخصا أخر كما تريد.. لأنك لست مقيدا بحدوده و إنما سيدا أبعد و أرفع من قيوده..
لذا فأن المسألة بأكملها مع الجسد لرابع, هي أن الوعي صحوة و صحة و اللاوعي عرض لمرض عقلي..
الوعي حالة من اللا توتر, اللاوعي يخلق تشوشا و توتر..
بسبب ثقل كاهل الأفكار عليك, هويتك خلقت منهم فتستمر بالعيش مع هذه الأفكار و تخلق لك جدار بينك و بين كيانك الوجودي...
هناك بذرة لزهرة من نور في كيانك و على هذا الحال لن تصل إليها لترويها وتتفتح أنوارها و أسرارها, لأنه الفكر سيسبح بك لتصلها .. خلق لك وهما مقدما عن التجربة بأكملها بشكل شفاف ووهمي...
على سبيل المثال إذا كانت قرأتك لهذه الكلمات قراءة عقلية, فسيخيل إليك بأنك تقرأها و سيجول بك العقل أما بتكرار و سرد ما مضى من أحداث في الماضي, أو بتنقيح الماضي و جعله القاضي على مستقبلك .. يرسم لك مستقبلا من ماضي..
و إذ تستمع إلي و أنا أقرأ هذه الكلمات سيخيل إليك الاستماع و إنما في حقيقة الأمر فإنك ترتدي قناع فكري يجول بك و يطوف ما بين ماضي و مستقبل.. بأحداث قد مرت عليك أو توقعات قد تمر عليك و لن تجد لك في هذه اللحظة حضور.. و تجد نفسك ليس واعيا لما يقال..
من المحتمل أن تردد كالببغاء حرفيا كل ما يقال.. آلية العقل سجلتها و قادرة على نقلها و تكرارها ليس إلا إعادة إنتاج.. و ستدعي بأنه إذا لم أكن أستمع إليك كيف يمكنني إذاً إعادة ما قيل و قال, الحقيقة تكمن في غيابك و تسجيل الآلية العقلية ...
عقلك يمكنه العمل كأي آلة قد تكون حاضرا أو غائبا ذاتيا هذا لا يهم كما يمكنك أن تستمر بسرد حوار الأفكار أثناء الاستماع...
الجسد الرابع .. العقلي.. هو الصانع و المانع.. قد تأتي الحقيقة تلتمسك و لا تلتمسها
غائبا و تائها عنها بحوار أفكارك..
صيرت نفسك عبدا لحشد من الأفكار سادت عليك و فصلتك عن كيانك..
الحق فيك و لك الحق في معرفة الحق لكن العقل أغلق باب الحق عنك..
لذا في الجسد الرابع عليك أن تتمعن جيدا و تدرك عملية الفكر بأكملها... لا تختار و لا تتخذ أي أعذار أو قرار...
فقط كن مدركا للعملية كما هي, إذا أدركت آلية العقل بأكملها ستتعقل و تتوكل و لن تتوتر و سيكون العقل خادما مطيعا لك...
الجسد الخامس و هو الجسد الروحي, و بقدر تعلق الأمر بهذا الجسد فإن التوتر الوحيد الذي يتخلله هو عدم معرفة الذات... على ممر معبر الحياة يمكنك الإنجاز و الاعمار و القيام بعدة أشغال و لكن هناك شيئا يرافقك و يحدثك و هو عدم معرفتك لنفسك تضل تحوم و تلوم دون أن يدوم معك أي حال..
فالجهل بمعرفة الذات يضل معك يعتريك و يفترسك لأنه مغروسا فيك...
هذا الإحساس سيصبح مثل أنفاسك يترصدك من أمامك و خلفك, يرافقك على مدار الدوام عبثا محاولا تجاهله أو الهروب منه...
فجهلك الشيء الوحيد الذي لن تكون قادرا على تجاهله.. تعرف في كامن ذاتك بأنك لا تعرف... فهذا المرض الذي تتعرض له في البعد الخامس..
كانت وجهة سقراط على المستوى الخامس عندما كان ينادي بمعرفة الذات فهي المعرفة الحقة..
كل حكيم كانت له ذات النبرة الكلية الوحدوية.. إذا عرفت الذات تعرفت على العالم أجمع.. فالإنسان كائن مطلق و كلي و ليس فرد جزئي... حتى لو عرفت العالم و جهلت نفسك فمعرفتك لا تساوي شيئا... فهي الوصلة و الصلة الأولى للوجود بمعرفتها تعرف الوجود أجمع.. لذا فإن التوتر على مستوى الجسد الخامس يكمن ما بين العرفان و الجهل...
العرفان لا تعني المعرفة بحد ذاتها فهي يمكن أن تجمع من الكتب أو أي مصادر كانت.. أما العرفان هي معرفة الذات لا تجمع من أي مكان سوى بالعودة إلى الذات..
و هناك العديد من يقع تحت وطأة المغالطة و هو عدم التمييز ما بين العرفان و المعرفة.. العرفان لا يتأتى إلا بمعرفة النفس لا أحد يمكن أن يخبرك عنها أنت من تختبرها وتعتبرها ... فالكتب المقدسة لا تصلك إلا بالمعرفة و ليس بالعرفان يمكنها أن تصفك بالقديس أو بأي صفة كانت و لكن لا تزال معرفة بعيدة جدا عن العرفان..
إذا ما تعلقت بهذه المعرفة فإنها ستخلق لك توترا عظيما ..
هل تعلم بأن الجهل مساوي للمعرفة, كلما تعلمت وتعرفت كلما زاد جهلك و ثقل على كاهلك .. لأنها ليست إلا معارف مستعارة كيانك يجهل و ستشعر بأنه لديك المعرفة و تعلم و يزداد التوتر و يثقل, من الأفضل في هذا الحال أن نعترف بجهلنا سيقل بذلك التوتر و يضئل..
لا تضلل نفسك بمعرفة مكتسبة من قبل آخرين.. عد إلى نفسك و أبحث فيها عن ذاتك
و العرفان سيبدأ يفتح بابه لك لتدخل فيه و يدخلك لتحتويه.. و ستجد في كيانك البديل الأصيل بالعودة إلى ذاتك و البحث فيها..
لأنك ستتعرف عليها عن معرفة و يقين و هذه هي المعرفة الحقة..
و ستصبح شخصا عارفا لذاته و نفسه ... قد تعرف الكثير أو القليل في حياتك.. قد تتوهم بعض الأوهام و قد تعلم بأن كل ما تعلمه ليس صحيحا و فصيحا... و لكنك عارفا و هذا يكفيك و يغنيك عن كل المعرفة... فأنت اكتنزت و حزت على معرفة وجودك ووعيك..
و سيظهر لك و كأن شيئا لا يزال غائبا عنك.. فالشخصية الإنسانية تحمل أبعادا ثلاثية و هي الوجود, الوعي و النعم..
عندما تكون عارفا تعلم صلتك بالوجود ذاته, واعيا و عارفا لذاتك ... و ستشعر و كأنك تفتقر إلى حس نبض النعم عليك ... هي متواجدة فقط تعمق في كيانك و هناك ستلتقي بالبعد الثالث, نشوة الوجود هي النعمة التي خصك بها الودود و عندما تعرفها و ترتشفها ستعرف نفسك بالكامل..وجودك, وعيك و نشوة النعم عليك..
لا يمكنك أن تتكامل بمعرفة ذاتك إذا غابت عنك تلك النشوة و النعمة... لأنه إذا كان الشخص تعيسا و ليس سعيدا فسيضل يتهرب من ذاته, حياتنا بأكملها نتهرب فيها من ذاتنا.. فالأولوية نراها دائما في تعلقنا بغيرنا في الآخرين لأنهم وسيلة نتهرب بها من خلالهم عن أنفسنا ..
لهذا السبب نسعى دائما في بناء علاقات مع الآخرين... و حتى إذا كان الشخص متدينا فسيخلق إلها على هواه و يسعى بأن يجده في الآخرين و نفس العملية ذاتها بصورة آلية ... لذا في البعد الخامس فإن البحث يكمن في معرفة الذات ...
فهذا ليس بحثا في ذاته و إنما كيان يبحث عن ذاته..
و بعد اجتيازك للبعد الخامس كل شيء سيحدث بسهولة و تلقائية..

تابع الجزء الاخير بالردود







التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس