الموضوع: من نكون ... ؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 30-12-2010, 21:37   رقم المشاركة : 1
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


نمطططط من نكون ... ؟؟؟

قبل قراءتك للمقال تذكر أننا باطنيين نغوص في الفكر الباطني ......

ألم تتوقف يوما أو ساعة في أثناء عمرك لتسأل نفسك … من أنا .. و من أين و إلى أين و ما سر وجودي …من هذا التساؤل لنرحل معا رحلة من نوع أخر …

لنرحل معا و نبحر في أعماق أنفسنا و لنتعرف على ما تجلت عليها و نعترف بسر مخاطبة أولي الألباب… من يرى و يستمع و يقرأ بلب قلبه.. المسألة ليست فلسفية و لا فكرية و لا مادية و إنما أبعد من ذلك… فهي قلبية هي الكل شيء و في كل شيء و عليها يتوقف كل شيء…
لنكن معا في هذه الرحلة مع من ينشرح صدره … لا مع من يشرح بفكره..
معظمنا أو بالاحرى جميعنا نعيش بطريقة عشوائية لسنا مدركين لسر وجودنا و لماذا نحن هنا و ما دورنا في الحياة و إلى أين تجرنا و لماذا؟؟؟ ..
ما الذي أتى بنا إلى هذا المكان و في هذا الزمان و لمــاذا؟؟؟
نحن لا نسأل أنفسنا لمــاذا ؟؟ في حين أن حياتنا بأكملها تمر دون إثارة هذه الأسئلة … لا عجب أن جميعنا نجهل معرفة سبب وجودنا … لربما البعض أو القلة القليلة من لديه المعرفة و العرفان و الإدراك لكنهم قليل من كثير.. نمشي و نرى و نسمع بحواس لا تنبض فيها روح الحياة … أشباه أموات غائبون في نوم عميق غابت عنا إدراك الحقيقة…
نخفق في سماع ما يقال.. إدراك ما يحيطنا من كل جوانب الحياة… لا عجب إننا غافلون عن سبب وجودنا و إدراك حقيقتنا.. لا نعرف لماذا نحن أحياء .. و هل نحن فعلا أحياء أم أموات ..
ما الحياة و ما المماة… لسنا مدركون لما نقوم به من أعمال إلى حد أوصلنا بتغيبنا عن إدراك أنفاسنا…
فالحياة كتاب مفتوح لا يغلق أبدا أبدي و أزلي.. حياتك الآن إحدى فصول ذلك الكتاب يغلق بعد مماتك ليفصلك عن السابق و يفتح فصل آخر و هكذا دواليك .. و في العديد من الحيوات السابقة
استمر سعي الإنسان في الوصول إلى مرحلة أحس بها كلمحة مرت في حياته يمكنك تسميتها .. السلام .. الحقيقة … تعددت أسمائها و صفاتها, سمها ما شئت فهي ليست كلمة تقال و إنما حال يفوق وصفه كل الأحوال..
و أي شخص يمكنه أن يصل ذروتها بعد العديد من الحيوات… و كل من وصل و اتصل بها يعتقد بأنها الكمال و النهاية … و لكنها ليست كذلك و إنما بداية النهاية.. بداية لمرحلة و رحلة جديدة.. حتى الأمس جاهدوا أنفسهم بصعوبة لوصولها.. و اليوم يسارعون في مشاركتها مع غيرهم.. وإذا لم تكن هذه الحقيقة لما أتى إلينا الأنبياء ليطرقوا أبوابنا و يشاركونا عهدا جديدا من العلم قد بدأ بالعمل ..
كل ما له بهجة و سرور في هذا الوجود يرتقي من الشهوة إلى النشوة الأبدية و الأنوار الإلهية و تصبح مشاركتها مع الآخرين همة مهمة لكل من ارتقى و استوى…
كمشاركة الزهرة بعطرها و الغيمة بأمطارها .. و كانجذاب الموجة التي ما أن تصل إلى الشاطئ تتلهف مسرعة باشتياق لاعتناق البحر..
كذلك يصل من اتصل بالحقيقة … تصبح روحه عطشة في نشر عطره لكل من حوله..
و إذا كانت ذات الأسباب التي جمعتنا جميعا لكتابة و قراءة هذا الكتاب فإذا نحن على هدى الطريق مهما كان عميق… ما عدى ذلك سيكون مبهم و لا يجلب أي رحيق..
لأننا سنتوقف .. و نستوقف المكان و الزمان و نحاول العبور فوق كل معابر العبارة و نندمج مع المطلق و نصبوا نحو الإشارة…
كم يدهش تغيبنا عن القريب و جعلنا منه بعيد و غريب… حتى يجعلك الأمر تشك في أنه نحن من أعمينا أعيننا و حواسنا بتعمد منا… ما عدى ذلك كيف لنا بالتغيب عنه و نغتاب القريب من دون فهم و جهل و نجعل منه بعيد.. كم رددها الأنبياء مرارا و تكرارا … بان الناس لهم أعين
لا يرون بها و أذان لا يسمعون بها… و كأن غشاوة قد أنزلت و زالت عنك حواسك و أصبحت ترى و لا تبصر تسمع ولا تصغي و لا تشعر بحقيقة ما يحيط بك من كل مكان..
ما الذي حل بنا و جعلنا مقيدون و محدودون …
لا شك أن هناك بعض الإعاقة الصغيرة في طريق رؤيتك أعمت بصيرتك المنيرة …
يمكن تشبيهها بنقطة صغيرة من الغبار تدخل العين و تعرقل وجهة نظرك بالكامل و تشوش عليك رؤية جبل متكامل…. فقط نقطة صغيرة من الغبار يمكنها أن تعمي عينيك من رؤية كل ما هو حواليك…
المنطق سينطق و يقول بأنه لا بد و أن يكون شيء عظيم الذي حجب عليك رؤية عينيك لجبل
كامل… حسابات أفكارك ستبحر بك إلى أن هذا الشيء لا بد أن يكون أكبر من الجبل ذاته..
و لكن الواقع و الحقيقة عكس هذه الحسابات مهما كانت دقيقة .. فنقطة الغبار صغيرة جدا بالنسبة للعينان .. و لان الغبار غطت العيون و شوشت رؤية جبل بالكامل فلهذا أصبح مخفي و محجوب.. و كذلك نفس الشيء الذي عرقل عنا رؤية حقيقتنا الداخلية ليس بالشيء الكبير.. ليس إلا نطفة غبار صغيرة جدا.. و هذا الشيء أعمانا عن الحقيقة بسبب إعاقة صغيرة جدا أصبحت حقائق الحياة مخفية عنا كليا…
و هنا لا نتحدث عن العيون الفسيولوجية التي نرى بها الأشياء… فهذا الفهم يخلق تشويشا عظيما… تذكر في الوجود بان الحقيقة ذات مغزى عميق في أنفسنا حيث خلقت لها أحاسيس
لاستلامها و إدراكها لكي ندركها و نتعايشها…
إذا لم يكن لذي أذان صاغية فلن أستطيع سماع زفير البحر مهما كان عاليا و قويا … حتى إذا ما واصل المحيط الزآر للخلود فلن يمكنني أبدا سماعه.. و إذا لم يكن لذي عينان تبصر بالبصيرة فلن أرى نور الشمس حتى لو أشرق على عتبتي… إذا لم يكن لذي يدان فكيف لي باللمس و الحس…
ملايين من الوعاظ حول الأرض … اتخذوا من شريعتهم شراعا و شعارا مطروحا و جاهزا.. ليظل الجميع تحت سيطرتهم يسيرونهم كالقطعان و البهائم على هواهم و حسابهم.. يبقونهم جياع دائما على شفير الهاوية … إذا ما رغبوا وفقا لمصالحهم يلقوا إليهم ببعض العظات
التي تنجيهم و تشبع جوعهم.. حتى أصبحوا الناس جياع و عبيد لقمة وعظات يقودونهم بالجوع … و أصبح الوعاظ ملوك و آلهة لجنات و جهنمات لا وجود لها إلا في عالمهم…
و لكن الاعتقاد لا شيء سوى كلام… يمكننا الاعتقاد بان الكلام يقنع بما فيه الكفاية … و إذا ما جادلنا و بقوة أصحاب مقابر الأفكار و نخفق في إثبات عكس ما يقول…نشعر بالهزيمة و نبدأ بقبول ما يقول!!!
إلا أن العقائد و الاعتقاد لا توصلك إلى أي عرفان..
مع ذلك يقتنع الأعمى بوجود النور و لا يستطيع رؤية النور و ما خفي في الصدور … لو تأملنا قليلا لوجدنا بأن معرفة الحقيقة من حق كل الخلق.. و سبب هذا الضياع هو إن المركز الذي بداخلنا منطفي و منحني ذابل و خامل…
و بالتأكيد لا تزال هناك حواس نائمة و ساكنة لنسعى معا في إحيائها و إنمائها…
و لنقرب المعنى و المغزى أكثر …
كما أنه هناك بصلة كهربائية تسلط نورها علينا … إذا ما قطعنا ذلك السلك الذي يربط و يصل بين البصلة و مركز تيار الكهرباء سينطفي ذلك النور بكل بساطة بالرغم من بقاء البصلة كما هي دون تغير… و إذا ما خفق التيار الكهربائي في وصوله للبصلة سيسود الظلام عوضا عن النور….. و هي ذات البصلة التي أصبحت خاملة و مظلمة منذ انقطاع الكهرباء عنها…
هل هناك شيء يمكن للبصلة عمله و القيام به إذا لم يكن التيار يصله؟..
هناك مركز متجوهر في كل واحد منا من خلاله يمكننا معرفة حقيقتنا… فقط لأن قوة تيار الحياة فينا خامل يعيقنا من الوصول و الاتصال بذلك المركز…
حتى إذا ما كانت عيناك طبيعية و صحية … فأعلم أنهم دون فائدة طالما أن قوة تيار الحياةلا تصلهم و تنشطهم…
و لنرى كيف من الواقع نحن من نحجب النور الساطع…
في إحدى المدن الهندية كانت هناك فتاة في ريعان شبابها… من عائلة معروفة و مرموقة…
مال قلبها لحب جارها الذي يسكن بجوار مسكنهم .. و عند علم أهلها أقاموا كل الحواجز المرئية و المخفية لمنع اتصالهم و تواصلهم … أقاموا كل السدود ووضعوها تحت القيود.. بنوا جدارا يفصل يبنهم و بين البيت المجاور الذي يسكن فيه الجار… لمنعها حتى من رؤيته من أمام عتبة الدار .. و منذ ذلك اليوم أصاب الفتاة عمى فكري و نفسي… و أصبحت غير قادرة على الرؤية..
في البداية ارتبك الأهل و ظنوا أنها تصطنع عدم الرؤية و تزعم بأنها عمياء, وبخروها, هددوها و ضربوها… لكن العمى لم و لن يعالج بأي تهديد .. استشاروا الأطباء و صرحوا بأن عيناها بخير و لا تشكوا من أي خلل…و لكنهم أعلنوا جميعهم بأنها على حق و لا تكذب بشأن عدم قدرتها على الرؤية… اعترفوا بعجزهم عن القيام بأي شيء يمكن أن يصلح هذا الخلل الذي حل بالفتاة … فالعمى عمى نفسي و فكري..
أي أن قوة تيار الحياة توقفت عن وصولها للعينان انقطع التيار فسكتت العينان و عميت بالرغم انه لم يكن هناك أي خلل جسدي فيما يتعلق بالعينان...
و عند الذهاب بها إلى أحد الحكماء العلماء...
سألها عن ما الذي حدث واقعيا و جعل من السبب شيئا مخفيا و إذا ما كان هناك أي سبب يصدر من المستوى العقلي..
فحاكته قائلة.. نعم عقلي و فكري.. ما حاجتي للعينان إذا كانتا محجوبتان عن رؤية نوريهما..
بالنسبة لي خلقتا لرؤيته و لا أحد سواه.. من الأفضل في هذا الحال بأن لا أرى إطلاقا..
فعندما نصب ذلك الجدار الذي يفصل بيننا طاردني فكري بأنني سأصبح عمياء و لن أرى بعدها... حتى في منامي رأيت بأنني أصبحت عمياء و لست قادرة على رؤية أي شيء...
فإذا منعت عيناي لرؤية من جلب لهما البهجة و النور لهما و الذي كان بمثابة مكونهما..
فمن الجيد أن افقد مقدرتي على البصر ... ما حاجتي لهما..
هنا وافق الفكر على فكرة أنها ستصبح عمياء و لذلك توقفت قوة تيار الحياة عن وصولها لعينيها...
العينان لم يصبهما أي خلل ... في حالة جيدة جدا, يمكنهم الرؤية لكن ما هو مفقود تلك الطاقة المحركة أصبحت خامدة و ساكنة و توقفت عن وصولها للعينان...
و كذلك ذات الشيء هناك مركز في كياننا, مخفي بداخلنا حيث يمكن من خلاله معرفة الحقيقة و تلمح ومضتها التي تصلنا بطاقة الحياة..
هذا المركز الذي من خلاله تستمع لإلحان إلهية...
و تنحس بعطر النور الذي لا تلامسه و تمتزج معه أي عطور أرضية...
هذا المركز هو باب الحرية المطلقة الذي يحررك من كل أشكال العبودية...
و لن تشعر بالأسى أبدا من خلاله بل ستمطر و تعم عليك النعم كالأمطار التي تزهر الأشجار و الثمار و تملئها بالأنوار...... نور الله الواحد الاحد ..






التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
رد مع اقتباس