الموضوع: روايات ضنية
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-2013, 18:45   رقم المشاركة : 22
فانوس






فانوس غير متواجد حالياً

فانوس has a brilliant future


افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه وسلم
نفعنا الله بعلمكم يا شيخنا الفاضل . اسمح لي رعاك الله أن أورد بعضاً مما يصب بنفس المعنى وإن كان ذلك ليس غائباً عنكم .

ورد في الأحاديث :
(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)
وفيه دلالة على تفضل الله سبحانه وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم حيث أغناه عن الناس بل كان النبي أجود الناس لا يرد سائلاً ويعطي بسخاءً وخاصة عند قدوم شهر رمضان ، وإلا كيف يتم الإنفاق والكرم بدون مال ولا زاد هذا يتعارض.

وكان فقراء الصحابة وأهل الصفة يتزاحمون على بابه صلى الله عليه وسلم كلُ يطلب من كرم وجود الحبيب صلى الله عليه وسلم .

كما جاء القرآن الكريم بآيات كثيرة في مخاطبة الأغنياء وحثهم على الصدقة والبذل ليضاعف الله لهم أموالهم وأرزاقهم ، كما تضاعف الحسنات ، بل إن بعض الصحابة شكوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أن أهل الأموال وحرصهم على فعل الخير فقد ذهبوا بالدرجات العلا فهم يتصدقون وينفقون ويسبحون ويعملون الطاعات بخلاف الفقراء الذين ليس لديهم ما ينفقون فحثهم النبي عليه الصلاة والسلام على التسبيح ... الخ الحديث المعلوم.

وفي هذا مشروعية وإباحة الغنى وطلبه بما يرضي الله بل يفضل أن يكون المسلم غنياً فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا وكذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن (لو) تفتح عمل الشيطان ))( رواه مسلم )
فقوة المسلم في دينه وجسده ومالة ... كما أن للغنى أبواب وتصريفات كثيرة سواءً في الصدقة أو في الجهاد أو في الدعوة إلى الله وهذا لا يتأتى إلا بغنى الفرد والجماعة .

وفي صحيح مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: « الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ »
ومن فوائد هذا الحديث مشروعية السعي في اكتساب المال حتى ينفق على نفسه وعلى من يعول، وليكون لديه بعد ذلك ما ينفقه في وجوه الخير والبر، فيكون من أهل اليد العليا.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه : ( إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس )

ويقول الله سبحانه:(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ) أي : استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة ، في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات ، التي يحصل لك بها الثواب في الدار الآخرة . ( ولا تنس نصيبك من الدنيا ) أي : مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح ، فإن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا، فآت كل ذي حق حقه.
(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ) اطلب فيما أعطاك الله من الأموال والنعمة والجنة وهو أن تقوم بشكر الله فيما أنعم عليك وتنفقه في رضا الله تعالى ( ولا تنس نصيبك من الدنيا ) قال مجاهد ، وابن زيد : لا تترك أن تعمل في الدنيا للآخرة حتى تنجو من العذاب ، لأن حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا أن يعمل للآخرة . وقال السدي : بالصدقة وصلة الرحم . وقال علي : لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك أن تطلب بها الآخرة . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن شاذان ، أخبرنا أبو يزيد حاتم بن محبوب الشامي ، أخبرنا حسين المروزي ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا جعفر بن برقان ، عن زياد بن الجراح ، عن عمرو بن ميمون الأودي قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل : وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك " الحديث مرسل . قال الحسن : أمره أن يقدم الفضل ويمسك ما يغنيه ، قال منصور بن زاذان في قوله : " ولا تنس نصيبك من الدنيا " ، قال : قوتك وقوت أهلك .







رد مع اقتباس