بسم الله الرحمن الرحيم
باسم الله الفتاح فالق الإصباح مسير الرياح لا راد لقضائه ولا مبدل لكلماته سبحانك ربي أنت الحكيم العليم الفرد الصمد الملك الحق المبين .
والصلاة والسلام على الرسول الصادق الأمين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن اتبعه إلى يوم الدين . وبعد :
في بيئة تجمدَّت فيها العقول فأصبحت تدور في مضمار ( ماذا كان الشيخ يقول ؟)
فأسلموا له الجمل بما حمل ؛ فبات صاحب القول الأوحد ، والرأي الأصوب فلا يُناقش ولا يُراجَع فهو مسدد كلامه هداية ، ونظراته نعيم وعذاب !
ماذا تتوقعون من روح نشأت في مثل هذا المحيط الذي لا يعرف من معجم الروحانية سوى ( السحر ، الشعوذة ، الدجل، الافتراء ، الابتداع ، طلاسم كفرية ... ) إلخ .
ولا يعرف من سلوك الروحانية سوى ( البخورالكثيف ، خواتم ذات فصوص عملاقة ، سبح وقلائد غريبة ) .
*
فأصبح أسير منع وردع وخوف وترقب !
ماذا تنتظرون من عقليات تشربت هذه النظرة الجائرة بحق علم الروحانيات السامي ؟
حجب للمواقع ، منع للكتب ، التشهير والتكفير بمن يسلك هذه الطريق ، نظرة الريبة بمجرد الاشتباه !
نشأنا في هذه البيئة الخانقة التي لا يمكنك أن تتنفس من خارج عباءة الشيوخ وإلا جُدِعَ أنفُك !
لا أُنكِرُ بأن مرحلة التخلص من هذه الوصاية فيها من الصعوبة والجهد الشيء الكثير.
العملية كانت تربوية مبرمجة بإتقان ولكي تتخلص من هذه القبضة تحتاج إلى عملية أشبه ما تكون بـ( التشرنق ) فتنطوي على ذاتك بينهم وتعتزل فكرهم حتى يكتب الله لك الفرج فتطير بجناحي الجمال لتبرهن للكل بأن قد خُلقتَ فراشة لتطير ، لا دودة لتزحف !
إن الموضوع من وجهة نظري عميق دقيق يحتاج إلى قوة إيمان بالله ، وتضحية كبيرة ، وصبر جميل ، وإلى مرشد نوراني رباني يمسك بيدك المهزوزة ليقويك بإذن الله ، ويشد من ثبات قدمك المتعثرة ، ويسكب في قلبك نور العلم الأبيض ليعبر بك من ضنك الـ ( لا ) إلى نعيم الـ( نعم ) ..
وإني ورب الكون قد وجدت ذلك متجسدا قولا وفعلا بشيخنا تاج المنتدى الوهاج الشريف الحبيب الطيب شيخي المهدي*
( شيخ الأسرار الباطنية )
وعشته عن قرب من خلال أضواء أميرة الأنوار ، عبق الأزهار ، مرشدتي ومعلمتي الغالية العالية المحسنة مديرة المنتدى ذات الإشراق والندى *
( أميرة الأسرار )
حروفها علوم ، أفعالها دروس ، وتعاملها مَدرسة من الأخلاق العالية .
رغم أني مازلت أدرج في هذا العلم السني البهي إلا أني برجاء الله مستعصم إن ربي حكيم عليم مبين قادر مقتدر قدير لطيف خبير ..
رب غني كريم خزائنه ملأى ، وهباته لا تُعد ولا تُحد ..
لا يخيب سائله ، ولا يُرد قاصده ..
ولكل أجل كتاب .
السلام عليكم يا أحبتي الكرام ، فلقد خصكم الله بنعم وفضائل كبيرة ، فاللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى ولك الحمد والشكر بعد الرضا وفي كل آن ..
حمدا يستجلب نعمك ، ويدافع نقمك ..
والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
دمتم كراما بررة .
*