عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2015, 05:41   رقم المشاركة : 13
محمد ال عباد
 
الصورة الرمزية محمد ال عباد






محمد ال عباد غير متواجد حالياً

محمد ال عباد has a brilliant future


افتراضي رد: الجامع الامام القطب الاكبر محيى الدين ابن عربى قدس الله سره

﴿توَجُّهَات الحُرُوْفِ﴾

هذه الأَوراد مرتبة عَلَى حسب الحروف الأَبجدية، مع الحرف المركب لام أَلف

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الأَلِفِ﴾

إِلهِي: إِسمكَ سيّد الأَسماء، وَبيدكَ ملكوت الأَرض وَالسماء، أَنْت القائم بِكلّ شيء، وَعَلَى كُلّ شيء، ثبت لَكَ الغنى، وَافتقر إِلى فِيضكَ الأَقدس الهو وَالأَنَا، أَسْأَلُكَ باسمكَ الحقّ، طالذي جمعت بِهِ بَيْنَ المتقابلات وَمتفرّقات الأَمر وَالخلق، وَأَقمت بِهِ غيب كُلّ ظاهر، وَأَظهرت بِهِ شهادة كُلّ غائب، أَن تهبني صمدانيّة أَسْكُن بِهَا لمتحرّكَ قدركَ، حَتى يتحرّكَ لإِرادتي كُلّ ساكن، وَيسكن لي كُلّ متحرّكَ، فأَجدني قِبلةَ كُلّ متوجّه، وَجامعَ شمل كُلّ متفرّق، مِنْ حَيْثُ اسمكَ الَّذِيْ توجّهت إِلَيْهِ وَجهتي، وَاضمحلّت عِنْدَه إِرادتي وَكلمتي، ليقتبس كُلّ منّي جذوة هدى توضّح لَهُ أَنّي إِمامه الفرد الَّذِيْ لولاه لم تثبت أَنَانية المقتبس، يَا مَنْ هُوَ هُوَ هُوَ، يَا مَنْ هُوَ وَلاَ أَنَا، أَسْأَلُكَ بِكلّ اسم استمدَّ من أَلِفِ الغيب المحيط بحقيقة كُلّ مشُهُوْدِ، أَن تُشهدني وَحدة كُلّ متكثّر فِي باطن كُلّ حقّ، وَكثرة كُلّ متوحّد فِي ظاهر كُلّ حقيقة، ثمّ وَحدة الظاهر وَالباطن حَتى لاَ يخفى عليَّ غيب ظاهر، وَلاَ يغيب عني خفِي باطن، وَأَن تُشهدني الكلّ فِي الكلّ، يَا مَنْ بيده ملكوت كُلّ شيء، إِنَّكَ أَنْت أَنْت أَنْت، قل الله ثم ذرهم فِي خوضهم يلعبون.وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ البَاءِ﴾

إِلهِي: أَنْت مسبب الأَسباب وَمرتبها، وَمصرف القُلُوْب وَمقلبها، أَسْأَلُكَ بالحكمة التي اقتضت ترتيب الآخر عَلَى الأَول، وَتأَثير الأَعَلَى فِي الأَسفل، أَن تشهدني ترتيب الأَسباب صعودا وَنزولا، حَتى أَشهد الباطن منها بشُهُوْدِ الظاهر، وَالأَول فِي عين الآخر، وَأَلحظ حكمة الترتيب بشُهُوْدِ المرتب، وَسبب الأَسباب مسبوقا بالمسبب، فَلاَ أَحجب عَنْ العين بالغين. إِلهِي: أَلق إِلي مفتاح الإِذن الَّذِيْ هُوَ كاف العارف، حَتى أَنطق فِي كُلّ بداية باسمكَ البديع الَّذِيْ افتتحت بِهِ كُلّ رقيم مسطور، يَا مَنْ بسمو اسمه ينخفض كُلّ متعال، كُلّ بِكَ وَأَنْت بلا هُوَ، فَأَنْت بديع كُلّ شيء وَباريه، لَكَ الحمد يَا باري عَلَى كُلّ بداية، وَلكَ الشكر يَا باقي عَلَى كُلّ نهاية، أَنْت الباعث عَلَى كُلّ خير، باطن البواطن، بالغ غايات الأَمور، باسط الرزق للعالمين، باركَ اللَّهُمَّ عليّ فِي الآخرين، كما باركت عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَإِبراهيم، إِنه مِنْكَ وَإِلَيْكَ، إِنه من سليمان وَإِنه بسم الله الرحمن الرحيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ التاءِ﴾

إِلهِي: أَنْت التواب عَلَى من تاب، وَالمقرب لمن أَنَاب، وَالكَاشِفَ لمة الحجاب، تعلم خائنة الأَعين وَمَا تخفِي الصدور، إِلَيْكَ ترجع الأَمور، وَبكَ تدفع الشرور. اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ سرا من سركَ، وَروحا من أَمركَ، وَنورا من نوركَ، يورثني السكون لمقدوركَ، وَهبني توفِيقا مِنْكَ يوقظ غافلي، وَيعلم جاهلي، وَيوضح إِلَيْكَ طريقي، وَيكون فِي النجعة وَالرجعة رفِيقي، فِيْكَ جهادي، وَعليكَ اعتمادي، وَإِلَيْكَ مرجعي، وَبَيْنَ يديكَ مصرعي، تعلم حقيقة أَمري، وَسواء لديكَ سري وَجهري، تعاليت عَنْ سمات المحدثات، وَتنزهت عَنِ النقائص وَالآفات، وَتقدس علمكَ عَنْ معارضة الشبهات. إِلهِي: أَسْأَلُكَ توبة تمحو بِهَا زللي، وَتتقبل بِهَا عملي، وَتصلح بِهَا ظاهري، وَتجمع بِهَا شملي، وَتشمل بِهَا جمعي، وَتقدس بِهَا سري، وَتيسر بِهَا تقديسي، وَتزكي بِهَا نفسي، وَتطهرني بِهَا من رجسي، وَهبني نورا أَمشي بِهِ بَيْنَ الناس، إِنَّكَ وَاهب الأَنوار، وَكَاشِفَ الأَسرار، وَكلّ شيء عِنْدَكَ بمقدار. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


﴿توَجُّهِ حَرْفِ الثَّاءِ﴾

إِلهِي: أَنْت الثابت قبل كُلّ ثابت، وَالباقي بعد كُلّ ناطق وَصامت، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت وَلاَ مَوْجُوْد سواكَ، لَكَ الكبرياء وَالجبروت وَالعظمة وَالملكوت، تقهر الجبارين وَتكيد الظالمين، وَتبدد شمل الملحدين، وَتذل رقاب المتكبرين، أَسْأَلُكَ يَا غالب كُلّ غالب، وَيَا مدركَ كُلّ هارب، برداء كبريائكَ، وَإِزار عظمتكَ، وَسرادقات هيبتكَ، وَمَا وَراء ذلكَ مما لاَ يعلم علمه إِلاَّ أَنْت، أَن تكسوني هيبة من هيبتكَ توجل لَهَا القُلُوْب، وَتخشع لَهَا الأَبصار، وَملكني ناصية كُلّ جبار عنيد، وَشيطان، وَأَبق علي ذل العُبُوْدِيَّة فِي ذلكَ كله، وَاعصمني من الخطأَ وَالزلل، وَأَيدني فِي القول وَالعمل، إِنَّكَ مثبت القُلُوْب، وَكَاشِفَ الكروب، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الجِيمِ﴾

إِلهِي: كُلّ الآباء العلويات عبيدكَ، وَأَنْت الرب عَلَى الإِطلاق، جمعت بَيْنَ المتقابلات فَأَنْت الجليل الجميل، لاَ غاية لابتهاجكَ بذَاتِكَ، إِذ لاَ غاية لشُهُوْدِكَ مِنْكَ، وَأَنْت أَجل من شُهُوْدِنا وَأَجمل، وَأَعَلَى مما نصفكَ بِهِ وَأَكمل، تعاليت فِي جلالكَ عَنْ سمات المحدثات، وَتقدس جمالكَ العلي عَنْ مواقع الهبوط إِلَيْهِ بالشهوات، أَسْأَلُكَ بالسر الَّذِيْ جمعت بِهِ بَيْنَ كُلّ المتقابلات، أَن تجمع علي متفرق أَمري جمعا يشهدني وَحدة وَجُوْدِي، وَاكسني حلة جمال ترتاح إِليها الأَرْوَاح الأَريحية، وَتنبسط بِهَا الأَسرار القدسية، وَتوجني بتاج جلال تخضع لَهُ النفوس الأَبيّة، وَتنقاد إِلَيْهِ القُلُوْب البشرية، وَأَعل قدري عِنْدَكَ علوا ينخفض لي فِيه كُلّ متعال، وَيذل لي كُلّ عزيز، وَملكني ناصية كُلّ ذي روح ناصيته بيدكَ، وَاِجْعَلْ لي لسان صدق فِي خلقكَ وَأَمركَ، وَاملأَني مِنْكَ، وَاحملني محفوظا فِي برّكَ وَبحركَ، وَأَخرجني من قرية الطبع الظالم أَهلها، وَاعتقني من رق الأَكوان وَاِجْعَلْ لي برهأَنَا يورث أَمأَنَا، وَلاَ تجعل لغَيْرِكَ علي سلطأَنَا، وَأَغنني بالفقر إِلَيْكَ عَنْ كُلّ مطلوب، وَاصحبني بعنايتكَ فِي نيل كُلّ مرغوب، أَنْت وَجهتي وَجاهي، وَإِلَيْكَ المرتجع وَالتناهي، تجبر الكسير الحائر، وَتجير الخائف، وَتخيف الجائر، لَكَ المحل الأَرفع، وَالتجلي الأَجمع، وَالحجاب الأَمنع، سُبْحَانَكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، أَنْت حسبي وَنعم الوكيل، وَسعت كُلّ شيء رحمة وَعلما، وَأَنْت عَلَى كُلّ شيء قدير. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الحَاءِ﴾

ربّ أَحي روحي ببارقة مِنْكَ تسري مني فِي أَي صورة أَردت إِحياءها بِكَ، وَأَشهدني بديع حكمتكَ فِي صنعكَ حَتى أَحكم صنعة كُلّ مصنوع، إِنَّكَ أَصنع الحكماء وَأَحكم الصانعين، إِلهِي: أَشهدني التمكين فِي التلوين شُهُوْدِا يُحكم لي عقد التوحيد، حَتى تتجلى فِي كُلّ ذرة من ذرات وَجُوْدِي رقيقة من أَمركَ تعرفني مرتبة كُلّ مَوْجُوْد مني فأَقابل كلا بما يجب لَهُ علي، وَأَتقاضى منه سركَ المودع لي فِيه، وَأَرني سريان أَمركَ فِي معلم كُلّ معلوم، حَتى أَتصرف فِي الكل برقيقة من رقائق عظمتكَ ينفعل لَهَا الوُجُوْد بالإِذن العلي الساري فِي كُلّ مَوْجُوْد، حَتى يحيا لي كُلّ قلب ميّت وَتنقاد إِلي كُلّ نفس أَبية، إِن شأَنكَ العدل وَالإِصلاح، وَإِلَيْكَ تنقاد النفوس وَالأَرْوَاح، وَأَنْت عَلَى كُلّ شيء قدير. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الخَاءِ﴾

اللَّهُمَّ يَا خالق المخلوقات، وَمحيي الأَموات، وَجامع الشتات، وَمفِيض الأَنوار عَلَى الذوات، لَكَ الملكَ الأَوسع وَالجناب الأَرفع، الأَرباب عبيدكَ وَالملوكَ خدامكَ، وَالأَغنياء فقراؤكَ، وَأَنْت الغني بذَاتِكَ عمن سواك: أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ خلقت بِهِ كُلّ شيء فقدرته تقديرا، وَمنحت بِهِ من شئت جنة وَحريرا، وَخلافة وَملكا كبيرا، أَن تذهب حرصي، وَتكمل نقصي، وَأَن تفِيض علي ملابس نعمائكَ، وَتعلمني من أَسمائكَ مَا أَصلح بِهِ للأَخذ وَالإِلقاء، وَاملأَ باطني خشية وَرحمة، وَظاهري هيبة وَعظمة، حَتى تخافني قُلُوْب الأَعداء، وَترتاح إِلي أَرْوَاح الأَولياء، يخافون ربهم من فوقهم وَيفعلون مَا يؤمرون. رب هب لي استعدادا كاملا لقبول حق فِيضكَ الأَقدس لأَخلفكَ بِهِ فِي بلادكَ، وَأَدفع بِهِ سخطكَ عَنْ عبادكَ، فإِنكَ تستخلف من تشاء وَأَنْت عَلَى كُلّ شيء قدير، وَأَنْت الخبير البصير. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الدَّالِ﴾

سيدي: دام بقاؤكَ، وَنفذ فِي الخلق قضاؤكَ، تقدست فِي علاكَ وَتعاليت فِي قدسكَ، لاَ يؤودكَ حفظ كون، وَلاَ يخفى عَلَيْكَ كشف عين، تدعو من تشاء إِلَيْكَ، وَتدل بِكَ عَلَيْكَ، فلكَ المجد الدائم وَالدوام الأَمجد، أَسْأَلُكَ يقينا صادقا بمعاملة لائقة تكون غايتها قربكَ، وَأَيدني بسلوكَ منهاج الأَعمال فِي الظاهر وَالباطن حَتى تصير نتائج الأَعمال موقوفة عَلَى رضوانك. رب هبني سرا أَزهر يكشف لي عَنْ حقائق الأَعمال، وَاخصصني بحكمة معها حُكمٌ، وَإِشارة يصحبها فهمٌ، إِنَّكَ وَلي من تولاكَ، وَمجيب من دعاكَ. إِلهِي: أَدم نعمائكَ عليّ، وَأَدم مشاهدتكَ لديّ، وَأَشهدني ذَاتِي مِنْ حَيْثُ أَنْت لاَ مِنْ حَيْثُ هي، حَتى أَكون بِكَ وَلاَ أَنَا، وَهبني من لدنكَ علما تنقاد إِليّ فِيه كُلّ روح عالمة، إِنَّكَ أَنْت العليم العلام، تباركَ اسمكَ ذا الجلال وَالإِكرام. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الذَّالِ﴾

رب اغمسني فِي بحار عبودتكَ غمسة تحقر مني كُلّ وَصف يجر إِلي دعوى، أَو حظ يعقبني بلوى، وَأَوقفني بَيْنَ يديكَ موقف الذل لَكَ، حَتى أَشهدكَ منفردا بالعزة، وَتلطّف بِي فِي إِيصالي إِلَيْكَ بِكَ، وَأَذهب مني كُلّ ظلمة توجب انحرافا عنكَ، وَاملأَ قلبي بذكركَ، وَلساني بشكركَ، وَاذكرني عِنْدَكَ إِنَّكَ خير الذاكرين. إِلهِي: أَذقني حلاوة قربكَ، وَأَلق علي محبة مِنْكَ، وَصرفني فِي المهج بمبهجات الأَنس، وَاِجْعَلْني مظهر كمالكَ الأَقدس، وَأَيدني فِي ذلكَ بهيبة تصحبها رحمة، وَتلقني بالروح وَالريحان، وَفرحني مِنْكَ بالأَمن وَالأَمان، وَقلبني بَيْنَ الشوق إِلَيْكَ وَالسرور بِكَ، وَهبني التلذذ بِكَ وَبمناجاتكَ، يَا مَنْ بِهِ فرحُ المحزونين، وَأَنس المستوحشين، يَا ذا الجلال وَالإِكرام، وَالطول وَالإِنعام، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، إِني لعهدكَ من الذاكرين، وَبذكركَ من المحبورين. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الرَّاءِ﴾

ربّ ربّني بلطيف ربوبيتكَ تربية مفتقر إِلَيْكَ، لاَ يستغني أَبداً عنكَ، وَراقبني بعين رعايتكَ مراقبة تحفظني من كُلّ طارق يطرقني بسوء فِي نفسي، أَو يكدر علي وَقتي وَحسي، أَو يثبت فِي لوح إِرادتي خط حظ من الحظوظ، وَاسعدني تجد ؟؟؟ سعيدا يسعدني لديكَ، وَارزقني راحة الأَنس بِكَ، وَرقّني إِلى مقام القرب مِنْكَ، وَروّح روحي بذكركَ، وَرددني بَيْنَ رغب فِيْكَ وَرهب مِنْكَ، وَردّني برداء التوحيد وَالرضوان، وَأَوردني موارد القبول، وَهبني رحمة مِنْكَ تلم بِهَا شعثي، وَتقوم بِهَا عوجي، وَتكمل بِهَا نقصي، وَتردّ بِهَا شاردي، وَتهدي بِهَا حائري، فَأَنْت رب كُلّ شيء وَمربيه، رحمت الذوات، وَرفعت الدرجات، قربكَ روح الأَرْوَاح، وَريحان الأَفراح، وَعنوان الفلاح، وَراحة كُلّ مرتاح، تباركت رب الأَرباب، وَمعتق الرقاب، وَكَاشِفَ العذاب، وَسعت كُلّ شيء رحمة وَعلما، وَغفرت الذنوب حنأَنَا وَحلما، وَأَنْت الغفور الرحيم، الحليم العليم، العلي العظيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الزَّايِ﴾

اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات السبع، وَجامع الناس ليوم الجمع، أَرسلت سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍا بالهدى وَدين الحق، وَأَوضحت بنور شريعته منهاج الفرق، وَفضلته عَلَى سائر الخلق، فلكَ الحمد وَالمجد وَالجد، تجليت فِي جمالكَ فانبسط بساط الرحمة، وَزكت سرائر ذوي القرب، وَانقادت النفوس للأَنس، فَأَنْت راحة الأَرْوَاح وَمفِيض الأَفراح، بِكَ ابتهاجي، وَإِلَيْكَ احتياجي، فمني الشكر الدائم وَمنكَ دوام المزيد. إِلهِي: أَسْأَلُكَ عناية تخلصني مني إِلَيْكَ، حَتى أَكون بِكَ معكَ، فَلاَ أَبرح مسرورا بإِرادتكَ مني، مستعدا لما يرد علي مِنْكَ، فَلاَ يزعجني وَارد قدر سبق بِهِ قضاؤكَ، وَلاَ تتحركَ نفسي لإِرادة لم يكن فِيها رضاؤك. إِلهِي: أَسْأَلُكَ بلدا طيبا يخرج نباته بإِذنكَ إِنَّكَ خير الزارعين، وَامنحني زيادة بهجتي لأَكون من المحبورين، وَزكني من كُلّ نقص إِنَّكَ تحب المتطهرين، وَاِجْعَلْني من الفرحين بما آتيتهم من فضلكَ المستبشرين. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ السِّينِ﴾

سيدي: سلام عليّ مِنْكَ، أَنْت سندي، سواء عِنْدَكَ سري وَجهري، تسمع ندائي وَتجيب دعائي، محوت بنوركَ ظلمتي، وَأَحييت بنوركَ ميتتي، فَأَنْت ربي، وَبيدكَ سمعي وَبصري وَقلبي، ملكت جميعي، وَشرفت وَضيعي، وَأَعليت قدري، وَرفعت ذكري، تباركت نور الأَنوار، وَكَاشِفَ الأَسرار، وَواهب الأَعمار، تنزهت فِي سمو جلالكَ عَنْ سمات المحدثات، وَعلت رتبة كمالكَ عَنْ تطرق النقائص إِليها وَالآفات، وَأَنَارت بشُهُوْدِ ذَاتِكَ الأَرضون وَالسموات، فلكَ المجد الأَرفع، وَالجناب الأَوسع، وَالعز الأَجمع، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، سُبُّوْحٌ قُدُّوْسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوْحِ، جلّلت السَّمَوَات وَالأَرض بالعظمة، وَتفردت بالوَحْدَانِيَّة، وَقبرت العباد بالموت، إِقهر أَعداءنا بالموت، وَباركَ لَنَا بالموت، وَمَا بعد الموت، منور الصياصي المظلمة، وَغواسق الجواهر المدلهمة، وَمنقذ الغرقى من بحر الهيولى، أَعوذ بِكَ من غاسق إِذَا وَقب، وَحاسد إِذَا ارتقب. مليكي أَنَاديكَ وَأَنَاجيكَ مناجاة عبد كسير يعلم إِنَّكَ تسمع، وَيطمع إِنَّكَ تجيب، وَاقف ببابكَ وَقوف مضطر لاَ يجد من دونكَ وَكيلا. أَسْأَلُكَ إِلهِي باسمكَ الَّذِيْ أَفضت بِهِ الخيرات، وَأَنزلت بِهِ البركات، وَمنحت بِهِ أَهل الشكر الزيادات، وَأَخرجت بِهِ من الظلمات، وَنسخت بِهِ أَهل الشِرْك وَالدناءات، وَفرجت بِهِ من الكربات، أَن تفِيض علي من ملابس أَنواركَ مَا تردّ بِهِ عني أَبصار الأَعادي حاسرة، وَأَيديهم خاسرة، وَاِجْعَلْ حظي مِنْكَ إِشراقا يجلو لي كُلّ خفِي، وَيكشف لي عَنْ كُلّ سرّ عَلِيّ، يَا نور النور، يَا كَاشِفَ كُلّ مستور، إِلَيْكَ ترجع الأَمور، وَبكَ تدفع الشرور، يَا رب يَا رحيم يَا غفور، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت مجيب الداعين، وَملاذ الأَوابَيْنَ، أَنْت حسبي وَنعم الوكيل. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الشِّينِ﴾

إِلهِي: أَنْت الشديد البطش، العظيم القهر، الأَليم الأَخذ، المتعالي عَنْ الأَضداد وَالأَنداد، وَالمنزه عَنْ الصاحبة وَالأَولاد، شأَنكَ قهر الأَعداء وَقمع الجبارين، تمكر بمن تشاء وَأَنْت خير الماكرين، أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ أَخذت بِهِ النواصي، وَأَنزلت بِهِ من فِي الصياصي، وَقذفت بِهِ الرعب فِي قُلُوْب الأَعداء، وَأَشقيت بِهِ أَهل الشقاء، أَن تمدني برقيقة من رقائق اسمكَ الشريف، تسري فِي قواي الكيلة وَالجزئية، حَتى أَتمكن من فعل مَا أَريد، فَلاَ يصل إِلي ظلم ظالم بسوء، وَلاَ يسطو علي متكبر بجور، وَاِجْعَلْ غضبي لَكَ وَفِيكَ مقرونا بغضبكَ لنفسكَ، وَاطمس عَلَى أَبصار أَعدائي، وَامسخهم عَلَى مكانتهم، وَاشدد عَلَى قُلُوْبهم، وَاضرب بَيْنَي وَبَيْنَهم بسور لَهُ باب باطنه فِيه الرحمة وَظاهره من قبله العذاب، إِنَّكَ شديد البطش، أَليم الأَخذ، عظيم العقاب. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الصَّادِ﴾

رب أَفض علي شعاعا من نوركَ يكشف لي عَنْ كُلّ مستور، حَتى أَشاهد وَجُوْدِي فِي كاملا مِنْ حَيْثُ أَنْت لاَ مِنْ حَيْثُ أَنَا، فأَتقرب إِلَيْكَ بمحو صفتي مني، كما تقربت إِليَّ بإِفاضة نوركَ عليّ. ربّ: الإِمكان صفتي، وَالعدم مادّتي، وَالفقر مقوّمي، وَوجودُكَ علتي، وَقدرتكَ فاعلي، وَأَنْت غايتي، حسبي مِنْكَ علمكَ بجهلي، أَنْت كما أَعلم وَفوق مَا أَعلم بما لاَ أَعلم، وَأَنْت مَعَ كُلّ شَيْءٍ، وَليس معكَ شَيْءٌ، قدرت المنازل للسير، وَرتبت المراتب للنفع وَالضير، وَأَبنت مِنْاهج الخير وَالشرّ، فنحن فِي ذلكَ كله بِكَ، وَأَنْت بلا نحن، فَأَنْت الخير المحض، وَالجود الصرف، وَالكمال المطلق. أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ أَفضت بِهِ النور عَلَى القُلُوْب وَالقوالب، وَمحوت بِهِ ظلمة الغواسق، أَن تملأَ وَجُوْدِي نورا من نوركَ الَّذِيْ هُوَ مادة كُلّ نور وَكمال، وَغاية كُلّ مطلوب، حَتى لاَ يخفى عليّ شيء مما أَودعته فِي ذرات وَجُوْدِي، وَهبني لسان صدق، معبرا عَنْ شُهُوْدِ حق، وَاخصصني من جوامع الكلم بما تحصل بِهِ الإِبانة وَالبلاغ، وَاعصمني فِي ذلكَ كله من دعوى مَا ليس لي بحق، وَاِجْعَلْني عَلَى بصيرة مِنْكَ فِي أَمري أَنَا وَمن اتبعني، وَأَعوذ بِكَ من قول يوجب حسرة، أَو يعقب فتنة، أَو يوهم شبهة، مِنْكَ يتلقى الكلم، وَعنكَ تؤخذ الحكم، أَنْت ماسكَ السماء، وَمعلم الأَسماء، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت الواحد الأَحد الفرد الصمد، الَّذِيْ لم يلد وَلم يولد، وَلم يكن لَهُ كفوا أَحد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الضَادِ﴾

اللَّهُمَّ يَا مَنْ هُوَ الخَافِضُ الرَّافِعُ، المَانِعُ المُعْطِيْ، الضَّارُّ النَّافِعُ، المُقْسِطُ الجَامِعُ: أَسْأَلُكَ بِاسمِكَ الَّذِيْ أَرْدَيْت بِهِ الأَعْدَاءَ فَضَلُّوْا حَاسِرِيْنَ، وَقَصَمْت بِهِ ظُهُوْرَ الجَبَّارِيْنَ، وَقَطَعْت بِهِ دَابِرَ الظَّالمِينَ، أَنْ تهَبَني مَلَكَةً كَامِلَةً سَارِيَةً فِي قُوَايَ وَذَرَّات وُجُوْدِي، محجُوْبَةً عَنْ أَوْلِيَائِيْ، مَصْحُوْبَةً بِكُلِّ وَصْفٍ حِلْمِيٍّ وَخُلُقٍ رَحِيْمِيٍّ لَهُمْ أَقْهُرُ بِهَا كُلَّ مُتكَبِّرٍ، وَأُذِلَّ بِهَا كُلَّ عَزِيْزٍ، وَأَخْفِضَ بِهَا كُلَّ مُتعَالٍ عَلَيَّ، وَاِجْعَلْني قَائِماً بِالحَقِّ فِيْكَ وَلَكَ، مُتعَرِّضاً لِكُلِّ مُعْرِضٍ عَنْكَ، وَضَاعِفْ لي المَلَكَةَ مَا ضَعُفْت، وَامْدُدْنِيْ بِالمَعُوْنَةِ إِنْ عَجِزْت، أَنْت المَوْلىَ الجَلِيْلُ، وَأَنْت حَسْبيَ وَنِعْمَ الوَكِيْلُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الطَّاءِ﴾

إِلهِي: أَطلقت الأَلسن بذكركَ، وَقيدت النعم بشكركَ، وَشرحت الصدور لأَمركَ، وَسيرت ركائب الآمال فِي بركَ، وَسرحت أَفهام ذوي القربى فِي مسرح ميركَ، طارت نحوكَ القُلُوْب من أَوكارها، وَتخلصت إِلَيْكَ النفوس من قيادها، وَعلقت بِكَ أَيدي الطالبَيْنَ، وَفِي سجن الطبع عبد لاَ يطيق الإِباق، وَقيد السجن مثقل كُلّ مسجون، وَأَنْت المطلق لِكُلّ قيد، وَالممد لِكُلّ يد. إِلهِي: أَمطر عليّ من سحائب لطفكَ الخفِي مَا يطهرني من رجس الطبع، وَيحفظ عليّ أَدب الشرع، وَأَفض عليّ شآبيب رحمتكَ التي وَسعت كُلّ خطا، وَكشفت كُلّ غطا، وَهبني استعدادا تاما لقبول الفِيض الأَقدس، حَتى تقابل كُلّ رقيقة مني حضرة الإِسم اللائق بِهَا، وَاعصمني فِي الأَخذ وَالإِلقا وَاكنفني بغواشي البها، مصحوبا فِي ذلكَ بسرّ تنقاد إِلَيْهِ النفوس إِنقياد محبة تصحبها رغبة، وَاِجْعَلْ لي فرقأَنَا أَميز بِهِ بَيْنَ الحق وَالباطل وَالجائر وَالعادل، وَقدسني عَنْ العلائق تقديسا ينزهني عَنْ رجس النفس، وَيطلقني من حبس الحس، حَتى لاَ أَرد إِلاَّ موردا لَكَ فِيه رضا، وَلاَ أَقف إِلاَّ لديكَ موقف زلفى، يَا مَنْ بِهِ فرح المقربَيْنَ أَغثني فكوثر عنايتكَ طهور المحبَيْنَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الظَّاءِ﴾

ربّ: ظفرني بنية مطالبي مِنْكَ حَتى أَظهر لعبادكَ بِكلّ وَصف مضاف إِلَيْكَ، وَسر مفاض مِنْكَ، فأَكشف لهم عَنْ رمز أَسمائكَ مرقومة فِي أَلواح الأَشباح فإِذا هم شاخصون. ربّ: أَسْأَلُكَ كمالا يظهر فِي يبشرني، وَروحا ينشر فِي يطهرني، وَقابلني بحضرة اسمكَ الجامع مقابلة تملأَ وَجُوْدِي، وَتبسط شُهُوْدِي، حَتى لاَ يقابلني ذو نقص إِلاَّ انقلب كاملا، وَلاَ ذو ظلم إِلاَّ رجع عادلا، وَنور ذَاتِي بنوركَ، وَاكشف لي عَنْ خفِي مستوركَ، أَنْت السريع القريب، وَأَنْت الرقيب المجيب، ظهرت بالنور، وَاحتجبت بغلبة الظهور، فَأَنْت الظاهر فِي كُلّ باطن وَظاهر، وَالمستولي عَلَى كُلّ أَول وَآخر. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ العَيْنِ﴾

اللَّهُمَّ يَا مَنْ لعلوه خضعت الجباه، وَلهيبته خرست الأَلسن فِي الأَفواه، جودكَ آية وَجودكَ، وَأَنوار جمالكَ مانعة من شهوكَ، صورت الصور عَلَى مَا علمت، وَأَلهمت المصور مَا أَلهمت، فظهرت عجائب الكون، وَانشكف رداء الكتم وَالصون، فتنزهت الأَلباب إِذ انكشف الحجاب، وَترتبت الأَسباب، فهانت الصعاب، تباركت مُحكِم المصنوعات وَصانع المحكَمات، محوت نقطة الغين، فظهرت العين، وَاضمحل الكيف وَالأَين، وَجمعت بحكمتكَ بَيْنَ الأَكدر وَالأَصفى، وَجعلت الأَظهر آية عَلَى الأَخفى، فظهرت الأَسماء وَالأَفعال، وَبرزت المُثُل وَالأَشكال، وَتجلت العبر وَالآيات، وَأَشرقت الأَرضون وَالسموات، فلكَ السمو الأَرفع، وَالمجد الأَمنع، وَالعلم المحيط الأَوسع، شمل علمكَ كُلّ المعلومات، وَسرى مددكَ فِي قوابل الذوات، أَسْأَلُكَ إِتمام مَا توجهت إِلَيْهِ وَجهتي، وَتعلقت بِهِ إِرادتي، وَأَن تكشف لي فِيه عَنْ وَجه الحكمة القناع، وَأَن تصحبني فِيه التيسير وَالإِبداع، وَاكسني فِي كُلّ مَا أَحاوله بهجة مِنْكَ ترتاح إِليها أَرْوَاح المدركين، وَتشخص لَهَا أَبصار الناظرين، وَتسرّ بِهَا أَسرار العارفِين، إِنَّكَ أَنْت علام الغيوب وَمعلمها، وَكَاشِفَ الأَسرار وَمفهمها. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الغَيْنِ﴾

ربّ أَغنني بِكَ عمن سواكَ غنىً يغنيي عَنْ كُلّ غاية حظ يدعو إِلى ظاهر خلق أَو باطن أَمر، وَأَلطف بِي فِي كُلّ أَمر، وَبلغني غاية سيري، وَارفعني إِلى سدرة منتهاي، وَأَشهدني كون الوُجُوْد كوريا[3]، وَالسير دوريا، لأَعاين سرّ التنزل إِلى النهايات، وَالعود إِلى البدايات، حَتى ينقطع الكلام، وَتسكن حركة اللام، وَتنمحي نقطة الغين وَيغلب الواحد عَلَى الإِثنين، إِلهِي: يسر علي اليسر الَّذِيْ يسرته عَلَى أَوليائكَ تيسيرا يجمع عليّ غنائي وَيكسف نور وَجه أَعدائي، وَأَيدني فِي ذلكَ بنور شعشعاني يخطف عني بصر كُلّ حاسد من الجن وَالإِنس، وَهبني ملكة الغلبة لِكُلّ مقام، وَأَغنني بِكَ غنى يثبت لي فقري إِلَيْكَ، إِنَّكَ أَنْت الغني الحميد، وَالولي المجيد، وَالكريم الرشيد. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الفَاءِ﴾

اللَّهُمَّ يَا فاتح الغيوب، وَيَا كَاشِفَ حجب القُلُوْب، حارت فِيْكَ الفكر، وَسبقت إِلى معرفتكَ الفطر، فتقت رتق الأَكوان بيد تقديركَ، وَأَدرت الأَفلاكَ بمشيئة تسخيركَ، وَعلمت كُلّ شيء ففصلته تفصيلا، وَأَقمت الظاهر عَلَى الباطن دليلا، فَأَنْت فالق النواة، وَمحيي الرفات، وَفاطر الأَرضين وَالسموات، حكمكَ فصل، وَقضاؤكَ عدل، وَعطاؤكَ فضل، فاز عبد فر مِنْكَ إِلَيْكَ، وَأَفلح فتى فارق فرقة الفرق فعول لديكَ، أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ فتحت بِهِ كُلّ مقفل، وَأَيقظت بِهِ كُلّ مغفل، وَفصلت بِهِ كُلّ مجمل، وَفرقت بِهِ كُلّ أَمر منزل، أَن تهبني فرقأَنَا مِنْكَ ينشرح لَهُ صدري، وَيرتفع بِهِ قدري، وَيستنير بِهِ فضاء سري، وَأَنجح بِهِ فِي معارج أَمري، وَينكشف بِهِ سداف همي وَعسري، وَينحط بِهِ وَزري الَّذِيْ أَنقض ظهري، وَيرتفع بِهِ فِي عالم الملكوت ذكري، وَينعجم بِهِ عَنْ الفئة الفاجرة سري، وَأَقمنى عَلَى فراش أَمنكَ بمنّكَ، وَاحرسني بحارس حفظكَ وَصونكَ، وَاكنفني بكنف رعايتكَ، وَتكفل لي بما تكفلت بِهِ لأَهل عنايتكَ، وَأَرضني بالفلح مِنْكَ وَالفتح، وَاكتب لي عملي فِي صفحة الصفح، وَافرق بَيْنَي وَبَيْنَ مضلات الفتن، وَأَسرع لي سريان لطفكَ الخفِي قبل نزول المحن، وَفرجني بفرج يفتح لي باب الفلاح وَالنجاح، وَيعرفني سبل الرشاد وَالصلاح، وَوفقني للخلق الفاضل، وَأَيدني بالفتح الكامل، وَأَهلني لقبول فِيضكَ الأَقدس، وَاستنشاق نفسكَ الأَنفس، وَخذني إِلَيْكَ مني، وَارزقني الفناء فِيْكَ عَنيِّ، وَلاَ تجعلني مفتونا بنفسي، وَلاَ محجوبا بحسي، وَاعصمني فِي الفعل وَالقول، يَا ذا الفضل وَالطَّوْلِ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ القَافِ﴾

إِلهِي: أَنْت القائم عَلَى كُلّ نفس، وَالقَيُّوْمُ فِي كُلّ معنى وَحس، قدُرت فقهرت، وَعلمت فقدّرت، فلكَ القوة وَالقهر، وَبيدكَ الخلق وَالأَمر، وَأَنْت مَعَ كُلّ شيء بالقرب، وَوراءه بالقدرة وَالإِحاطة، وَأَنْت القائل: وَالله من وَرائهم محيط. إِلهِي: أَسْأَلُكَ مددا من أَسمائكَ القهرية، تقوي بِهِ قواي القلبية وَالقَالَبية، حَتى لاَ يلقاني صاحب قلب إِلاَّ انقلب عَلَى عقبه مقهورا، وَأَسْأَلُكَ إِلهِي لسأَنَا ناطقاً، وَقولاً صادقاً، وَفهماً لاَ ئقاً، وَسرّاً ذائقاً، وَقلباً قابلاً، وَعقلاً عاقلاً، وَفكراً مشرقاً، وَطرفاً مطرقاً، وَشوقاً مقلقاً، وَتوقاً محرقاً، وَوجداً مذلقاً، وَهبني يداً قادرةً، وَقوةً قاهرةً، وَنفساً مطمئنةً، وَجوارحاً لطاعتكَ لينةً مواتيةً، وَقدسني للقدوم عَلَيْكَ، وَارزقني التقدم إِلَيْكَ. إِلهِي: هب لي قلباً أَقبل بِهِ عَلَيْكَ فقيرا، يقوده الشوق وَيسوقه التوق، وَزاده الخوف، وَرفِيقه القلق، وَقرينه الأَرق، وَقصده القبول وَالقرب، وَعِنْدَكَ زلفى القاصدين، وَمنتهى رغبة الطالبَيْنَ. إِلهِي: أَلق علي السكينة وَالوقار، وَجنبني العظمة وَالاستكبار، وَأَقمني فِي مقام الأَنَابة، وَقابل دعائي بالإِجابة. إِلهِي: قربني إِلَيْكَ قرب العارفِين، وَقدسني عَنْ علائق الطبع، وَأَزل مني علق الذم، لأَكون من المتطهرين، وَقابلني بنور من عنايتكَ يملأَ وَجُوْدِي ظاهرا وَباطنا، وَأَسْأَلُكَ إِلهِي مددا روحانيا تقوى بِهِ قواي الكلية وَالجزئية، حَتى أَقهر بِهِ كُلّ نفس قاهرة، فتنقبض لي رقائقها انقباضا تسقط بِهِ قواها، فَلاَ يبقى فِي الكون ذي روح متوجه إِلي بقهر إِلاَّ وَنار القهر أَخمدت ظهوره، يَا شديد البطش يَا قهار، وَأَوقفني موقف العز يَا قَيُّوْمُ يَا قدير، تقدس مجدكَ يَا ذا القوة المتين يَا قدوس. إِلهِي: أَسْأَلُكَ الأَنس بقابلات سرّ القدر، أَنساً يمحو مني آثار وَحشة الفكر، حَتى يطيب قلبي بِكَ فأَطيب بوقتي لَكَ، فَلاَ يتحركَ ذو طبع لمخالفتي إِلاَّ وَصغر لعظمتكَ، وَقصم لكبريائكَ، إِنَّكَ جبار الأَرض وَالسموات، وَقاهر الكل بقهركَ، يَا قوي يَا قريب يَا مجيب الدعاء، وَلاَ حول وَلاَ قوة إِلاَّ بالله العلي العظيم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الكَافِ﴾

إِلهِي: كنت وَلاَ شيء، فأَوجدت الكل بكاف الأَمر، فالكون رِقّكَ، وَالمُكوِّن أَمركَ، وَالكائن خلقكَ، بسطت الرزق فلكَ الفضل، وَكفِيت الكل فسقط الكل، أَسْأَلُكَ روحا من أَمركَ يشهدني حقيقة كُلّ متكون، حَتى أَكون بِهِ معكَ وَمعه بِكَ، فأَستقل بإِظهار مَا أَريد مؤيدا مِنْكَ بكلمة جامعة أَتمكن بِهَا من كشف مَا أَقصد وَكتم مَا أَشهد، وَاِجْعَلْ لي لسان صدق، معبرا عَنْ شُهُوْدِ حق، وَاكلأَني بعين حراسة تمنعني من كُلّ يد تمتد إِلي بسوء، وَقدسني عَنْ كُلّ وَصف يشهدني الأَكوان عرية عنكَ، وَجنبني النسمات المظلمة من أَبناء الأَثير وَالثرى، وَاِجْعَلْني لاهوتي المشهد، ملكوتي المقعد، وَزين ظاهري بالهيبة، وَباطني بالرحمة، وَاِجْعَلْني مترددا بَيْنَ الرهبة مِنْكَ وَالرغبة إِلَيْكَ، وَاكنفني فِي ذلكَ كله بغواشي الإِشراق، وَاكفني مَا أَخافه، متكفلا لي بما أَرجوه، إِنَّكَ أَنْت الكافِي الكفِيل، السيّد الجليل. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ اللاّمِ﴾

إِلهِي: مَا أَوصل لطفكَ لعبيدكَ، وَأَلطف وَصلكَ بمن تريد، أَرسلت رسلكَ تترى، وَقرنت الأَولى بالأَخرى، تباركَ اسمكَ، صانع اللطف وَلطيف الصنع، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت جامع المتفرقات، وَناظم أَشتات الطبقات، عنت لَكَ الوجوه، وَشخصت إِلَيْكَ الأَبصار، وَسبحتكَ الأَلسن عَلَى قدر معرفة القُلُوْب، وَأَنْت وَراء نطق كُلّ ناطق، احتجبت عَنْ الغَيْرِ، وَتلطفت فِي إِيصال الخير، وَنهجت الطريق للسير. إِلهِي: أَيقظت أَبناء الغفلات، وَأَعتقت عبيد الطبع، وَسرحت مساجين الحس، وَأَطلقت أَسراء الشهوات، وَأَجبت دعاء الداعين، وَصاح مناديكَ بالمبعدين، فلكَ الحمد وَالمدح، وَبيدكَ الفلح وَالفتح، أَسْأَلُكَ شوقا يوصلني إِلَيْكَ، وَنورا يدلني عَلَيْكَ، وَروحا قدسيا ينفث فِي روعي كُلّ سرّ انعجم عليّ فهمه، أَو عزب عني علمه، وَأَيدني بروح مِنْكَ، وَاكنفني بنور من نوركَ أَوضّح بِهِ طريق الرشاد للسالكين، وَأَعرّف بِهِ رتبة الوصلة للقاصدين، وَافتح لي بابا إِلى الأَفق الأَعَلَى وَالأَفق المبَيْنَ، وَارفع رقي فِي عليّين، وَردّني برداء اللطف معلما باليقين، إِنَّكَ أَنْت أَلطف اللطفاء وَأَرحم الراحمين. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ المِيْمِ﴾

سيدي: مَا أَكمل ملككَ وَأَتم كمالكَ، خَتمت بما فِيه افتتحت، وَأَعدت إِلى مَا منه ابتدأَت، وَانفردت بملكَ الملكَ، وَأَنقذت مِنْ شِرْك الشِرْك، وَأَبنت مِنْاهج السبل، وَمننت بخاتم الرسل، سجدت لَكَ الأَملاكَ، وَسبحت لَكَ الأَفلاكَ، وَشهد لَكَ الفرش بما شهد بِهِ العرش، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت رب الأَرباب، وَمنزل الكتاب، أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ ملكت بِهِ النواصي، وَأَنزلت بِهِ الضياء فِي الصياصي، أَن تكسوني فِي هذه الساعة وَمَا بعدها سرا تخضع لَهُ أَعناق المتكبرين، وَتنقاد إِلَيْهِ نفوس الجبارين، وَردني برداء الهيبة، وَأَجلسني عَلَى سرير العظمة، متوجا بتاج البهاء، مشرفا بنور الإِقتداء، وَاضرب علي سرادق الحفظ، وَانشر علي لواء العز، وَاحجبني بحاجب القهر، وَاصحبني فِي ذلكَ كله بمعرفة نفسي، حَتى أَكون بِكَ فِيما لَكَ، يَا مَنْ بيده ملكوت الأَرض وَالسماء، عظمت هيبتكَ فِي القُلُوْب، وَأَحاط علمكَ بالغيوب، لَكَ المجد الأَرفع، وَالملكَ الأَوسع، سُبْحَانَكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، وَسعت كُلّ شيء علما، وَأَنْت عَلَى كُلّ شيء قدير. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ النُّوْنِ﴾

إِلهِي: أَنوار عظمتكَ قاهرة، وَأَشعة سبحات وَجهكَ محرقة، وَأَنْت أَعظم من أَن تُشهد بل تُفرد، وَأَعظم من أَن تُجحد بل تُعبد، تعالى جدّكَ، تعالى مجدكَ، عظم جلالكَ، سبحت فِي بحار عظمتكَ الأَفكار، وَسنحت مِنْ جنات قدسكَ لوامع الأَنوار، وَتاهت فِي بيداء كمالكَ عقول الأَبرار، وَتناهت إِلَيْكَ طلبات الكمّل الأَخيار، فَأَنْت ربّ العباد، وَباسط المهاد، وَقامع الأَضداد، وَجامع الناس ليوم الميعاد، ارتديت بالكبرياء، وَتعززت بالمجد، وَحجبت بالجبروت، وَنصرت بالرعب، لاَ يعلم جنودكَ سواكَ، وَلاَ يطيق شُهُوْدِكَ غَيْرِكَ، كذب المدعون؛ ذَاتِكَ أَجل من أَن تُدرَكَ، وَصفاتكَ أَعظم من أَن تُعقَل، وَإِنما هي تجليات أَسمائية فِي مظاهر مثالية، احتجبت بِهَا عَنْ أَبصار الطالبَيْنَ، وَآنست بِهَا أَسرار المستوحشين. إِلهِي: خشعت الأَبصار لهيبة جلالكَ، وَوجلت القُلُوْب لعظمة جبروتكَ، وَتفطرت الأَكباد لخوف مكركَ، وَاقشعرت الجلود لهيبة سلطانكَ، وَشهاب قهركَ محرق كُلّ مارد. إِلهِي وَسيدي: أَسْأَلُكَ يَا مَنْ هُوَ فوق مقَالَتي بما لاَ يتناهى، باسمكَ الَّذِيْ ملأَت بِهِ القُلُوْب رعبا، وَأَنرت بِهِ الوُجُوْد شرقا وَغربا، وَبنور سبحات وَجهكَ المشرق، وَالمحرق كُلّ جبار عنيد، أَن تمنحني من صدمات قهركَ مَا أَذل بِهِ من اعتز بغَيْرِكَ، وَأَقمع بِهِ كُلّ جبار عتيد، ممن مكر بالعبيد، وَاكنفني فِي ذلكَ بلطف ترتاح إِلَيْهِ أَرْوَاح الأَولياء، وَتنبسط بِهِ نفوس السعداء، وَغشّني بغاشية نور مِنْكَ تدهش كُلّ مرتاب، فإِن نوركَ جذوة كُلّ مقتبس، وَأَخذة كُلّ مغترس، وَأَنْت أَظهر عزيز، وَأَعز ظهير، أَنْت نِعم المولى وَنِعم النصير. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الهَاءِ﴾

اللَّهُمَّ أَنْت المحيط بغيب كُلّ شاهد، وَالمستولي عَلَى باطن كُلّ ظاهر، أَسْأَلُكَ بوجهكَ الَّذِيْ عنت لَهُ الوجوه، وَسجدت لَهُ الجباه، وَبنوركَ الَّذِيْ شخصت إِلَيْهِ الأَبصار، أَن تهديني إِلى صراطكَ الخاص هداية تصرف بِهَا وَجهي إِلَيْكَ عمن سواكَ، وَخذ بناصيتي إِلَيْكَ أَخذ عناية وَرفق، يَا مَنْ هُوَ الحق المطلق وَأَنَا العبد المقيّد، يَا مَنْ لاَ هُوَ إِلاَّ هُوَ. إِلهِي: شأَنكَ قهر الأَعداء وَقمع الجبابرة، أَسْأَلُكَ مددا من عزتكَ يمنعني من كُلّ من أَرادني بسوء، حَتى أَكف بِهِ أَكف الباغين، وَأَقطع بِهِ دابر الظالمين، وَملّكني نفسي ملكا تقدسني بِهِ عَنْ كُلّ خلق سيء، وَاهدني إِلَيْكَ يَا هادي، إِلَيْكَ مرتجع كُلّ شيء وَأَنْت بِكلّ شيء محيط.وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ الوَاوِ﴾

إِلهِي: وَسع علمكَ كُلّ معلوم، وَأَحاطت خبرتكَ بباطن كُلّ مفهوم، وَتقدست فِي علائكَ عَنْ كُلّ مذموم، تسامت إِلَيْكَ الهمم، وَصعد إِلَيْكَ الكلم، وَأَنْت المتعالي فِي سموّكَ فأَقربُ معارجنا إِلَيْكَ التنزّل، وَأَنْت المتعزز فِي علوكَ فأَشرف أَخلاقنا لديكَ التذلّل، ظهرت فِي كُلّ باطن وَظاهر، وَدمت بعد كُلّ أَول وَآخر، سُبْحَانَكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، سجدت لعظمتكَ الجباه، وَتنعمت بذكركَ الشفاه، أَسْأَلُكَ باسمكَ الَّذِيْ إِلَيْهِ سمو كُلّ مترقٍّ، وَمنه قبول كُلّ متلقٍّ، رفعة يضمحل معها علو العالين، وَيقصر عنها غلو الغالين، حَتى أَرقى بِكَ إِلَيْكَ مرقى تطلبني فِيه الهمم العالية، وَتنقاد إِلي النفوس الأَبية، وَأَسْأَلُكَ ربي أَن تجعل سلمي إِلَيْكَ التنزل، وَمعارجي إِلَيْكَ التواضع وَالتذلل، وَاكنفني بغاشية من نوركَ تكشف لي بِهَا عَنْ كُلّ مستور، وَتحجبني عَنْ كُلّ حاسد وَمغرور، وَهبني خلقا أَسع بِهِ كُلّ خلق، وَأَقضي بِهِ كُلّ حق، كما وَسعت كُلّ شيء رحمة وَعلما، يَا رحمن يَا رحيم لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت يَا حَيُّ يَا قَيُّوْمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ اللاّمِ أَلِفِ﴾

اللَّهُمَّ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْت، إِياكَ نعبد وَإِياكَ نشهد، منيبَيْنَ إِلَيْكَ لاَ شيء من دونكَ، أَسْأَلُكَ بِكَ مِنْ حَيْثُ أَنْت، أَنْت أَنْت يَا مَنْ لاَ هُوَ إِلاَّ هُوَ، أَن تقبض عَنيِّ ظل التكوين، حَتى أَشهدني عريّاً عَنْ كُلّ وَصف يكون حجابا من دونكَ عَنْ مشاهدتي إِياكَ مِنْ حَيْثُ أَنَا، وَقدسني عَنْ كُلّ نعت أَو حكم يوجب رؤية حظ، كُلّ شيء هالكَ إِلاَّ وَجهه، إِلاَّ إِلى الله تصير الأَمور. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نبيكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ المخصوص بهذا المحو الأَتم، وَالجمع الأَكمل، الَّذِيْ هُوَ فوق منال الحكمة، وَعَلَى آلِهِ المهتدين بهذا الهدى العليِّ، وَالنور الجليِّ، اللَّهُمَّ اِجْعَلْ صلاتي عَلَى نببيكَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ المصطفى صلى الله عليه وسلم نورا ظاهرا مظهرا تمحو بِهِ مني ظلمة كُلِّ بغيٍ وَكفرٍ، وَشكِّ شركٍ وَنكرٍ، حَتى لاَ يكون فِي رؤية لغَيْرِكَ، وَارجعني إِلَيْكَ مني فِي كُلّ وَارد علي مِنْكَ، يَا مَنْ إِلَيْهِ وَجهة كُلّ متوجه، وَللهِ يسجد من فِي السَّمَوَات وَالأَرض طوعا وَظلالهم بالغدو وَالآصال. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

﴿توَجُّهِ حَرْفِ اليَاءِ﴾

سيدي: نظمت طبقات السفليات كما نظمت طبقات العلويات، وَفتحت أَبواب التنزلات لظهور التجليات، وَتنزلت إِلى غيب السماء الدنيا لإِجابة الدعوات، وَظهرت فِي كُلّ شيء ظهورا مقدسا عَنْ التلبس بالمحدثات، فلكَ المثل الأَعَلَى فِي الأَرض كما لَكَ المثل الأَعَلَى فِي السَّمَوَات، أَسْأَلُكَ يقينا يقيني الشبهات، وَقلبا متواضعا لهيبة السبحات، وَاِجْعَلْني جليسا للمنكسرة قُلُوْبهم من أَجلكَ، حَتى أَشهدكَ فِي التجلي شُهُوْدِا لاَ حجاب بعده، وَاخفض لي من عبادكَ جناح الذل، وَاحجبني عنهم بأَشعة البهاء، وَأَشهدني أَفعالهم صادرة عنكَ لأَراهم مجبورين تحت قهركَ فَلاَ أَغضب إِلاَّ لَكَ، يَا مَنْ نسبة التحت إِلَيْهِ كنسبة الفوق، أَنْت أَقرب إِلينا منا وَلكن أَكثر الناس لاَ يعلمون. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأَمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.






التوقيع :
قوله ألحق وله الملك .. الله نور السموات والأرض ..
رد مع اقتباس