عرض مشاركة واحدة
قديم 28-06-2011, 13:28   رقم المشاركة : 5
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي رد: حقيقة الطواف الداخلي للأبعاد و الأجساد السبع 1

الجسد السادس.. كوني.. التوتر في هذا البعد يكمن في مشاعرك, حدودك الفردية و بين اللا محدود و المطلق بصورة كونية..
فأنت ككيان لا زلت محدود في البعد الخامس بجسدك الروحي, لازلت هناك كشخص متفرد.. و تلك الفردية تخلق توترا في البعد السادس... لذا لكي تقلص و تتخلص من ذلك التوتر عليك بعدم تجزئة نفسك كجزء فردي منفصل عن الكون بل باعتبار نفسك كوحدة واحدة كونية, و هذا البيان لا يستبان عند البعد الخامس لأنك لازلت حينها محدودا و مقيدا جسديا و فرديا..
أما في الجسد السادس فالإمكانية الوحيدة المحتملة للتحرر هي أن تذوب كقطرة منفردة في محيط الوجود... تفقد نفسك و هويتك كفرد و تربح العالم ...
فنحن دائما نسعى نحو تحسين ذاتنا.. و هذا الشيء لا يجتاز به البعد الخامس...
و بإصرار الفرد على إنه مفصوما عن الوجود كجزء و ليس وحدة متحدة معه فإنه سيبقى محصورا عند البعد الخامس...
كل من يدعي بأن الروح لها فرديتها الخاصة و تعيش بصورة متحررة و فردية
محصورة في ذاتك فلن تعينك إلا على حصر نفسك في البعد الخامس...
و باجتياز ذلك البعد سيتأتى تلقائيا مفهوم معنى ألإله في البعد السادس كفردية كونية أو بالاحرى الكونية اللا فردية... فهي ليست محصورة بأنــــا موجود في الوجود و إنما الوجود يملئ كياني و هو ما جعل مني موجود...
أنــا مجرد وصلة بين الوصلات اللانهائية من الوجود, متصل بكل الوجود بلا حدود, إذا لم تشرق الشمس بأنوارها غدا فلن أكون موجودا أيضا, فبغيابها أغيب ..وصلتي بكل الوجود تحييني كما أحييه... فبوجودي يوجد الكل و يتحد و لكي أتواجد يتصل الكل بي و يتواجد, فهي صلة ووصلة كونية...
إذا فنت الأرض كما اختفت العديد من الكواكب عندها لن أستطيع الحياة, فحياتي متصلة بصلة واحدة مع الأرض فهي صلتي الأولى و الأخيرة بالوجود...
فنحن لسنا قطرات و لا جزر متجزئة و إنما المحيط الذي يحيط بكل شيئا ذاته...
في البعد السادس الشعور بالفردية هو الذي يضلل عليك و يجلب التوتر و يجعلك تنفي صلتك بالكون و المحيط الذي بك يحيط..
هذا الشعور بعدم الانقياد و كأنه ليس هناك بداية و لا نهاية أزلي خالد و أبدي لا يحد و لا يوصف, عندما ترى الكل في واحد و الواحد في الكل و كل ما كان مرآة لذاتك... فالكل هي الوجود أجمع, فالأنـــا مركز التوتر في البعد السادس, لا يمكنك أن تفني هذه الأنا من كيانك إلا عند اجتيازك للبعد الخامس, لأنه دون تلمس حقيقتها الوهمية فلن يمكنك استيعاب ما يقال.. فالأنا كاللعبة التي يتمسك بها الطفل لتسليه و تلهيه و كأنها جزء منه لا يستطيع الاستغناء عنها.. و عندما يجتاز مرحلة الطفولة
بعد أن أشبعت له رغباته يرميها دون أن يلتفت إليها...
كذلك الأنا تضل حتى البعد الخامس لها ميزة و هيبة في كيانك و بعد اجتياز هذا البعد ستتحقق منها و ترميها...
الصعوبة تكمن في أنه إذا اجتزت البعد الخامس كمرحلة تدريجية و ليس كاستنارة فورية سيصعب عليك رمي الأنــا في الجسد السادس, لذا ما بعد البعد الخامس كل العمليات المفاجئة تصبح ذات فائدة, قبل البعد الخامس كل العمليات التدريجية تصبح سهلة المنال أما بعد هذا البعد تصبح وعرة المنوال...
لذا فإنه في البعد السادس التوتر ينحصر ما بين الفردية و بين الوعي الكوني...
القطرة تصبح غارقة و مندمجة في محيط ذاته العميق..
و الحقيقة أنه القطرة باندماجها في المحيط تفقد ذاتها و نفسها و أصبحت المحيط ذاته.. و هي التجرد إلى الوعي المطلق الذي لا وصف و لا حدود له حيث تختفي عن الوجود أجمع و تصبح حضرة لغيبة الفناء عن الفناء ذاته... حيث البعد السابع و هو الوعي المطلق الذي لا وصف و لا حدود له و التوتر في هذا البعد ما بين الوجود و اللا وجود ما بين البقاء و الفناء...
في البعد السادس فقد الباحث لهويته كفرد و لا يزال هناك بقاء للوجود, ليس كفرد متجزئ و إنما كفردية كونية متصلة بكل الوجود... بعض الفلاسفة استوقفوا عند هذا البعد... في خلق الإله.
البعد السابع هو فناء الوجود أجمع من الوجود إلى اللا وجود, من كل شيء إلى اللا شيء, فناء الوجود ذاته عن ذاته... عندها تكون في ذات واحدة مع مصدر الوجود أجمع و الذي أتيت منه و إليه تعود, منه و له تعود...
وجد الوجود منه يعدم و يفنى به و إليه...
الوجود ذاته ليس إلا مرحلة من هذه الرحلة .. و يعود من حيث أتى...
كما يتلو الليل النهار و يتلو النهار الليل كذلك الوجود يتلوه اللا وجود و من اللا وجود إلى الوجود و هذه الدائرة الكلية المتكاملة للا محدود..
حتى البعد السادس الكوني لا يعتبر كلي لأنه ما أبعد منه و عنه هو البعد السابع اللا وجود..
و لذلك فإن الله لا يوصف و لا يحد و ليس هذه الكلية أجمع..
و لو كان هذه الكلية جمعا فالله نور هل هو ظلمة.. الله حياة هل هو مماة..
الله الوجود هل هو العدم, و أين الله من هذا الوجود إذا كان وصفه بهذه القيود..
و باختبار و اجتياز كل شيء ستصل إلى اللا شيء...
فالعدم هو الذي يعرف من أين أنعدم.. اللا شيء هو كل شيء و كل شيء هو لا شيء على مستوى البعد السابع..
لذا فإن التوتر و عدم الثبات في كل مراتب الأجساد السبعة تبدأ فسيولوجية..
إذا تفهمت توترك الفسيولوجي فإن المعاناة ستصبح معافاة من كل توتر ثم يمكنك أن تطوف بأنفاسك السبعة بسهولة و سيولة...
إذا أدركت السلاسة في جسدك الأول فهي خطواتك نحو الجسد الثاني و إدراكك لعدم التوتر في الجسد الأثيري خطوة نحو الثالث...
في كل جسد تصل بطوافك لعافية ذهنية و قلبية مصفاة من كل شائبة..
الأجساد جميعها تفتح أبوابها بتلقائية و بصورة آلية ما أن تجتاز مرحلة التوتر الفعلي للمعاناة...
و لكن إذا انهزمت في جسدك الأول فإن الأبواب الأخرى سيصعب أو يستحيل أن تفتح لك المجال...

إذا انسجمت أنت و جسدك و تعايشت معه بالكامل و بتكامل ستعلم بصورة شفافة بأن الباب التالي قد فتحت أنواره..
و على هذا المنوال ستتساير مع كل حال و تتابع كل الأبواب انفتاحها لك في وقتها و آنها و لا تحلق بعيدا بفكرك لأجسادك التالية و إلا ستخلق توترا عظيما و يصبح حصنا منيعا لتطوف بكامل أبعاد الأجساد..







التوقيع :
الباطن اتجاه فكري كل هدفه الوصول بك الى معرفة الحقيقة المحيطة بك و السمو بفكرك و روحانيتك ..


الفقراء هم اولئك الذين يعملون للعيش بترف و يريدون الحصول على الكثير من الاشياء دون ان يستمتعوا بحياتهم
آخر تعديل شيخ الأسرار الباطنية يوم 01-02-2012 في 10:23.
رد مع اقتباس