الموضوع: الأديان
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2010, 18:36   رقم المشاركة : 1
شيخ الأسرار الباطنية
 
الصورة الرمزية شيخ الأسرار الباطنية






شيخ الأسرار الباطنية غير متواجد حالياً

شيخ الأسرار الباطنية تم تعطيل التقييم


افتراضي الأديان

ان بنيان كل الأديان مبني على حجر أساس واحد و هو الخوف... نعبد الله لأننا خائفون منه و من عذابه و ليس حبا ... فالخوف لا يرافقه الحب أبدا فكيف لنا بان نحب إلها نخاف منه... و لا نعرف هدفنا في هذه الحياة و ما علينا القيام بهفنجد الحل و نسلم أنفسنا لرجال الدين لكي يعرفوننا بالله و ما واجباتنا نحوه..

التسليم و الاستسلام لا يكون الا لله ذاته و ذلك بالتعرف على الذات ... و هذا الخوف يرافقنا في كل لحظات حياتنا و نعتاد على الارتعاد من كل ما نقوم به.. حتى يصبح الخوف سمة تتوج أفعالنا... و في كل لحظة نخاف من تقرب الموت .. و خوفا من لقاء الله على هذا الحال و نفكر كيف لنا بحماية أنفسنا من لقاءه.. هذا ليس له علاقة بالدين فهذا دين الأغبياء و الببغاء...

فدين التوحيد هو الوحيد الذي يوحدك و كيانك مع مكونك في نفس واحدة... فهو دين معرفة الذات .. ليس له علاقة بالخوف أبدا مصدره القلب لا يبني أساسه على أي تقلب و إنما يتغلب على نزعة الخوف .... ما يسمى بالأديان مبنية على أساس واحد وهو الخوف... و كل شيء مستند على الخوف لن يحمل في طياته أي جمال , الهتك و لا معابدك...

إذا كان مصدرهم ينبض بالخوف فهم لا شيء سوى جزء من ذلك الخوف ... لا يمثل و لا يتمثل بأي شيء.. أولى خطوات التوحيد هي عدم إتباع أي من المعتقدات التي فرضت عليك .. حيث أن كل هذه المعتقدات هي مصدر الخوف المنتشر في كل تلك الأديان... و عندما تتخلص منها تلقائيا ستدرك ماهية الخوف و سيتلاشى معها لأنه رفيق دربها.. و بإدراكك لخوفك ستدرك معه موتك و حقيقة كمالية الكون اللانهائي فليس هناك مكان للذهاب إليه... و لست بحاجة لأي مرشد يرشدك عن أي اله... و ليس هناك أي مكان لتجد فيه الأمن و الأمان...

سوى ذلك البنيان في كيان كل نفس بشرية.. إن إدراكك لخوفك سيجعل منك شاهدا على نفسك و أول خطوة ستخطوها هي شهادة النفس و معرفتها.. رحلتك الداخلية تبدأ عندما تتخلص من كل المعتقدات و تصبح واعيا و مدركا لحقيقة الخوف و المماة ... لأنه في الصميم الاعمق للوجود لم يسبق ان كان و لن يكون هناك أي موت.. فصميمك الاعمق ليس أنت و ليس تلك النفس فالنفس تموت و اللا نفس لا تموت.. و عندما تدرك بأنك اللا نفس التي لا تموت أبدا بل تحيى حياة أبدية... في ذلك العدم ستجد أسمى معاني الجمال ... فهو صافي و بريء و جميل و ستجد نفسك مباركا فيه و لست بحاجة لحشوه بأي مال و لا قوة و شهرة.. لست بحاجة للذهاب إلى أي مكان و لا لأي معبد لتتعبد و تبتعد...

فمعبدك الوحيد الذي يقودك للتوحيد هو جسدك مسجدك فاسجد لهذا الجسد الذي ليس هناك إلها أخر لتعبده في أي مكان سوى في هذا الكيان .. و كلما كان سجودك أعمق في داخلك كلما زاد وعيك و تقربك من ربك ...






رد مع اقتباس