الموضوع: علقة الشيطان
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2017, 06:16   رقم المشاركة : 13
الإدريسي






الإدريسي غير متواجد حالياً

الإدريسي has a brilliant future


افتراضي رد: علقة الشيطان

أهلا بك يا شيخ المهدي من جديد
يسرني جدا عندما اقنعك للنزول إلى بحر النفس و نتعمق شيئا فشيئا، بدل التجوال على شواطئها.

أنت تعلم أن الحرية هي راية و مرجع مثالي للإنسان مثلها مثل الحب و السلام ..
الإنسان ليس حر، بداية من الإطار ألجيني و نهاية بالاطار البيئي مرورا بالاطار النفسي الشخصاني، كلها موروثة و ممررة في الجينات، نحن نرث حتى الأمراض النفسية و العصابية و المؤهلات النفسية التي هي المادة الخام للشخصية،
الوعي أو الإنتباه الإرتدادي وهو الإرادة عمليا هو ما نقود لكن بشكل نسبي، بأعتبار أنه لم نصنع ما نقود و لا نعلم ما نقود بشكل كلي، فتحنا أعيننا و المقود في يدنا و نحن لا نعرف القيادة أصلا، فبدأنا نتعلم القيادة و نحن نقود، و كل مرة نكتشف شيء فيما نقود أو في الطريق فنضطر أن ننعرج إلى جهة دون أخرى وهو ليس إختيار بل إضطرار للإستمرار..

طيب، نمر إلى الأنا وهي أرجوحة ألدين ..
في الحقيقة الأنا أو مركز الإرادة هو وهم و خيال، هو لا يتشكل إلا عند حدوث تضارب و تلاطم بين طاقتي مكبوتاتنا و مثالياتنا في ساحة خلايانا العصبية التي تشحن بالكهرباء في كل ربط، تتكون فكرة و صورة .. بوذا أكد على ذلك و دحض تماما مبدأ الأنا في الهندوسية و ذلك في قوله أنه عندما يتأمل على الأنا لا يجدها، و عندما ينكرها تجده. ما يفيد إنه عند تجاوز العقل مسرح الصراع بين ماهو نحن و ما نريد، تختفي الأنا، فهي مثل : un Noeud de conflict يشتد عقدة في الشد بين المتضاربان، و يختفي عند إختفاء الصراع، مثل العقدة في الحبل، هي لا توجد إلا أذا شددنا الحبل بألمتخالف، و تختفي عند حل الحبل، نفس الشيء في الطاقة الحيوية للإنسان، الأنا هي تقسيم و تعاكس في الطاقة الحيوة ..

بألنسبة للعبادة أو الإيمان هو ليس إختياري يا شيخ، هو قسري و ترهيبي، فتارك الصلات أو باقي العبادات هو عاصي و ما تركه من صلاة هنا سوف يصليه على الصراط وهو يقطر دما من تقطع لحمه فوق الصرات أو السكين الإلهي .. و تارك الإيمان هو كافر و زبانية جهنم و جهنم نفسها في شوق شديد لهم .. ذكرتني بمبارك في أخر أيامه عندما قال للمعارضة انتم احرار في ما تعملون و احنا احرار في ما نعمل (من سجن و تعذيب )
الحرية لا يمكن أن تكون كيدية يا شيخ، والإختيار لا يمكن أن يكون إضطرار.

نمر،
بألنسبة لدين الرحمن و دين الشيطان، نعم اتفق معك في ذلك و أكمل أنه الدينان جاءى في نفس الكتاب القرأن، وهي طبيعة كونية بالأساس، فورود و فيض تلك الطاقة من الله الكون المتوحد الوعي مرورا بوعي الأنوار السائرة الأحادية الوعي و الظلمات الساكنة الأحادية الوعي، لتجتمع كلمات و معاني في وعي الرسول الإنسان الثنائي الوعي، فأجتمع الضدين فصلا و تواليا، وهو ما ندركه تناقضا في الأيات كإنعكاس وجوهنا في المرآة،
عند توحيدنا للسفلي و العلوي و مزاوجة ثنائية وعينا يختفي التناقض و نبدأ في رؤية الإنسجام و التكامل و إكتمال الصورة صورة الله الكون، ثمة بعد ذلك نبدأ في ادرك الله الغيب، وهنا نفس الثائية الله الكون و الله الغيب، و من هنا أرجع بك إلى نقطة le noeud de conflict سبب الأنا في الإنسان، و يأتي ضرورة فكرة الشيطان كضرورة للتضارب و التعاكس عند الظهور من العدم إلى الوجود الزامكاني لطاقة البارء الله الغيب لتتكون الأنا ل-لله الكون الظاهر، و الكل خيال إلا الله الغيب الحقيقي.

نمر إلى نقطة مهمة جدا جدا أثرتها يا شيخ وهي اهدار الطاقة،
عندما ايهاما نفصم إلى نصفين، نصف شرير و نصف خير نصف يمين للملائكة و نصف يسار للشيطان، نفس أمارة و نفس لوامة، عندما يكون جسدنا مستودع للنجاسة و وجب الطهارة منه، عندما ينخر فينا الندم من جهة و الذنب من جهة عند افلات بعض ما نكبت، و فشلنا عن وصول ما نأمل و ما يأمل فينا ألدين من تقوى و نقاء و عفة و رضاء الله .. ما نؤمر به دينيا هو مستحيل، بالرغم من مبدأ الغفران، لأنه الإنسان بعد تكرار الذنوب نفسها ينتقل إلى حالة القرف و الإنهاك من نفسه المذنبة و يزداد الشلخ و الإنفصام.. و الإهدار للطاقة الحيوية. ليعادي الإنسان نفسه و يتحارب معها، حرب في الداخل بين الإنسان و طبيعته و حرب في الخارج بين الإنسان و الإنسان و كلا الحربين تريد النقاء و دحض الشر.. ربما دين الشيطان يبطن إستمرار الوجود الظاهر في الصراع، ليقف حجر عثرة أمام تصالح الإنسان مع نفسه و تناغم طبيعته ليتوحد كيانه و يرتقي إلى مرحلة وجود أعلى في بحر المطلق. و يفني حياته وهو يحاول أن يدحض شيطانه و يصبح ملاكه وهو مستحيل كاستحالة تحول الغربان إلى حمام فلن تجني سوى الإنهاك وتشويش و تشفير الفطرة، وهو سبب الأحلام عندما ننام و سبب غوص جزء كبير من طبيعتنا و تحوله إلى لاوعي، ومن ثمة سجنه و كبته هناك في ضلمة الأعماق.

نحن مجمع البحرين، الظلمات و النور و كلاهما ينهران بنا أو دوننا.


يسعدني النقاش معك يا شيخ المهدي






آخر تعديل الإدريسي يوم 31-01-2017 في 06:41.
رد مع اقتباس